(حجر نوبى) قال أرسطو: إنه حجر شريف لين المحبس، معنى النوبي: النافع للسم، وهو ينفع من سائر السموم، إلاّ أنه يعمد إلى الكبد والقلب ويذوبهما، وإلى العروق فيفسد كيفية ما فيها من الدم، وقد يسد مجاري الروح الحيوانية فيغشى على الإنسان، فإن بادر الأدوية القتّالة قبل نفشها في البدن نفعه نفعا بيّنا، وإذا أبطأ ذلك ضرّه.
(حجر نورة) من الأجساد الحجرية المحترقة ويقطع نزف الدم إذا جعلته على الموضع، وينفع من حرق النار جدّا، وإذا طلي بها في الحمام لأجل إزالة الشعر أبرزت بما تحت الجلد، فينبغي أن يدهن بعدها بدهن البنفسج وماء ورد.
وذكر أن استعمال النورة لإزالة الشعر من تعليم الجن، وذلك أن سيدنا سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام لما تزوج بلقيس ملكة اليمن وجد ساقها أزغب (١)؛ فسأل الجن: هل في ذلك حيلة؟ فذكروا له استعمال النورة، وإذا فرشت في موضع لم تقربه البراغيث.
(حجر النوشادر) تولده كتولد الملح إلاّ أن الأجزاء النارية فيه أكثر من الأرضية، ولهذا إذا أرادوا تصعيده يتصعد كله، وقيل: إنه من أجزاء مائية وأجزاء دخانية لطيفة كثيرة الحرارة، وربما يتخذ من أرخام الحمامات.
قال أرسطو: إنه أصناف كثيرة؛ فمنه مركب في سواد وغيره وبياض، ومنه الأغبر، ومنه الأبيض الصافي، فالشبيه بالبلور ينفع من بياض العين ومن الخوانيق البلغمية إذا طبخ ونفخ في الحلق من أدوية أخرى. وقال الشيخ الرئيس: إذا رش البيت بالماء الذي جعل فيه النوشادر يهرب منه جميع الهوام.
(حجر هادي) قال أرسطو: هذا الحجر يوجد بناحية الجنوب والشمال جميعا، لونه لون الطحال إن علق على إنسان لم تنبح عليه الكلاب، وإذا كلس وألقي عليه زاح منقى عقد الزئبق ولم يفر من النار.
(حجر ياقوت) حجر صلب شديد اليبس، رزين شفاف صاف مختلف الألوان أحمر وأصفر وأخضر وأزرق، وأصل كلها ماء صاف وقف في معادنها بين الحجارة الصلدة زمانا طويلا، فغلظ وصفا وثقل، أنضجته حرارة المعدن بطول وقوفه فصير صلبا لا تذوبه النار؛ لقلة دهنيته،