للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى عنه: إذا أكلتم الرمانة فكلوها بشحمها، فإنه دباغ للمعدة، وما من حبة منها تقوم في جوف رجل إلا أنارت قلبه، وأخرست شيطان الوسوسة أربعين يوما.

وقال صاحب الفلاحة: من أراد أن يبقي الرمان غضّا طريّا فليقطفه بيده من شجره من غير أن يصيبه جراحة، ويغمس طرفه في زيت مسخّن، ويعلقه في بيت بارد، فإنه يبقى زمانا طويلا غضّا طريّا.

ولو تركها على شجرتها ولف عليها شيئا من الأوراق، ثم حصنها بحيث لا يدخلها الهوام ويبقى زمانا طويلا، قشرها يهرب منه الهوام كما يهرب من خشبها ولا يترك قشر الرمان في سائر الفلاة؛ لئلا يتولد الحيوان في الطعام (١).

(زيتون) شجرة مباركة كثيرة النفع، أقسم الله تعالى بها في القرآن العزيز؛ لعموم نفعها، وعن حذيفة بن اليمان ، عن النبيّ قال: «إن آدم وجد ضربانا في جسمه فاشتكى إلى الله تعالى؛ فنزل جبريل بشجرة الزيتون، وأمره أن يغرسها ويأخذ ثمرتها فيعصرها، وقال له: إن في دهنها شفاء من كل داء إلاّ السام» (٢).

ومن عجيب خواص هذه الشجرة أنها تصب عن الماء طويلا، ولا دخان لخشبها، ولا لدهنها، قال صاحب الفلاحة: ينبغي أن يكثر تحت شجرة الزيتون من المدر، فإن الغبار إذا سطع على الزيتون زاده دسما ونضجا، وإذا أخذت أوتادا من شجر البلوط ودققتها في الأرض حول شجرة الزيتون؛ فإنها تقوى ويكثر ثمرها.

قال بليناس: إذا علق شيء من عروق شجر الزيتون على من لسعته العقرب برأ من وقته، وورقها الأخضر إذا طبخته بالماء ورششت به البيت هرب منه الذباب، ورماد ورق الزيتون يقوم مقام التوتيا.


= وحامض بارد يابس: قبض لطيف ينفع المعدة الملتهبة ويدر البول أكثر من غيره، ويسكن الصفراء، ويقطع الإسهال ويمنع القيء، ويلطف الفضول ويطفئ حرارة الكبد، ويقوي الأعضاء، نافع في الخفقان الصفراوي والآلام العارضة للقلب وفم المعدة ويقوي المعدة. انظر: مقامات السيوطي (٤٥، ٤٦).
(١) أي: لئلا تتخلق الديدان فيها.
(٢) السام: أي الموت.

<<  <   >  >>