للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(رمان) من الأشجار التي لا تقوى إلاّ في البلاد الحارة (١)، قال صاحب الفلاحة: إذا غرست حول الرمان الآس يكثر ثمرتها، وإذا دفنت نوى التمر مع الملح تحت شجرة الرمان يفسد، وإذا أردت أن لا يكون في الرمان عجم شق عن أسافل قضبانه عند الغرس ونق أجوافها عن مخها واضمم بعضها إلى بعض واربطها بشيء من الحشيش واغرسها؛ فإنها إذا انبتت لا يكون فيها شيء من العجم.

وإن أردت أن يحمر لونها فاخلط رماد الحمام بالماء وصبه في أصل شجرتها، فإنه تشتد حمرة حبها، وإن أردت أن يحلو الرمان الحامض افتح التراب عن أصل شجرتها واطل عروقها بجعور الجنازير وانضحها بأبوال الناس، ثم أعد التراب عليها كما كانت.

وقال أيضا: تؤخذ الرمانة من شجرة وتعد حبتها فتكون جميع حبات رمان تلك الشجرة بذلك العدد، وقال: كذلك تعد شرفات قمع الرمانة، فإن كان زوجا فعدد حباتها زوج، وإن كان فردا فعدد حباتها فرد، خشبها يهرب منه أكثر الحشرات؛ ولذلك يأخذه بعض الطيور ويتركه في عشه حتى لا يقرب عشه الهوام.

وقال ابن سينا: قضبان الرمان عجيبة لطرد الهوام، وكذلك دخان خشبه، وقال محمد بن زكريا: دخان خشب الرمان يطرد الحيات وأكثر الهوام. وقال غيره: من ضرب بخشب الرمان وأصابه من الضرب جراحه لا يصح إلاّ إذا وضع عليه لحم الفرس الأشهب، زهرها يقال له:

الجلنار، قد يكون أحمر، وقد يكون أبيض.

قال ابن سينا: إنه جيد للثة الدامية ويقوي الأسنان المتحركة ومانع لنفث الدم ثمرتها (٢)، عن ابن عباس : ما نفجت رمانة قطّ إلا بقطرة من ماء الجنة، وعن علي رضي الله


(١) قال تعالى: ﴿فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمّانٌ﴾ قال ابن القيم في الطب النبوي: ويذكر عن ابن عباس موقوفا ومرفوعا: ما من رمان من رمانكم هذا إلاّ وهو ملقح بحبة من رمان الجنة، حديث موضوع، وذكر حرب وغيره عن علي أنه قال: كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ المعد، انظر: الطب النبوي (٢٧٣).
(٢) والرمان حلو حار رطب جيد للمعدة مقو لها بما فيه من قبض لطيف نافع للحلق والصدر والرئة، جيد للسعال، وماؤه ملين للبطن، يغذي البدن غذاء فاضلا يسيرا سريع التحلل؛ لرقته ولطافته، ويولد حرارة يسيرة في المعدة وريحا؛ ولذلك يعين على الباه ولا يصلح للمحمومين، وله خاصية عجيبة إذا أكل بالخبز يمنعه من الفساد في المعدة.

<<  <   >  >>