للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنه يصفي اللون ويحسن الولد» (١)، ومن عجيب شأن السفرجل أنه إن قطع بالسكين ذهبت مائيته ويبقى أيبس ما يكون، وإن كسر كان الأمر بخلاف ذلك.

قال ابن سينا: السفرجل يسكن العطش ويقوي المعدة (٢)، وقال غيره: إذا داومت المرأة الحامل على أكل السفرجل سيما في الشهر الثالث كان ولدها حسن الصورة، وإذا انعقد اللبن في ثدي المرأة يطبخ السفرجل بالعسل ويوضع على ثديها يسكن ألمها ويزيل ورمها، وإذا وضعت السفرجل في موضع فيه العنب يفسد العنب.

قال صاحب الفلاحة: إذا أردت أن يبقى السفرجل زمانا طويلا فضعه على نشارة الخشب أو التبن ولا تدع السفرجل في بيت فيه شيء من الثمار، فإنه يفسد كله، ويهلك ما سواه.

(سماق) شجرة جبلية، قال ابن سينا: ثمرتها تقوي المعدة وتجلب الصفراء من الأجساد، ويضمد بها الضربة؛ فيمنع الورم والخضرة، وينفع من الداحس، ويحتقن به للبواسير، صمغها إذا وضع على الأضراس يسكن وجعها.

(سندروس) شجرة مشهورة بأرض الروم، يتخذ من خشبها دهن هو دهن الصواني يدهن به الأخشاب، وخاصية هذا الدهن حبس الدم، والمصارعون يستعملونه فيخفون ولا يبهرون ويقوون على الصراع، صمغه يشبه بالكهربا في جذب التين، إلاّ أنه أميل إلى الحمرة، والكهربا


(١) حديث موضوع، انظر: مقامات السيوطي (٥٤).
(٢) وقال ابن القيم: والسفرجل بارد يابس، ويختلف في ذلك باختلاف طعمه، وكله بارد قابض جيد للمعدة، والحلو منه أقل بردا ويبسا وأميل إلى الاعتدال، والحامض أشد فيضا ويبسا وبردا، وكله يسكن العطش والقيء ويدر البول ويعقل الطبع، وينفع من قرحة الأمعاء ونفث الدم والهيضة، وينفع من الغثيان ويمنع من تصاعد الأبخرة إذا استعمل بعد الطعام، وحراقة أغصانه وورقه المغسولة كالتوتياء في فعله، وإن شوي كان أقل لخشونته وأخف، وإذا فور وسطه ونزع حبه وجعل فيه العسل وطين جرمه بالعجين، وأودع الرماد الحار نفع نفعا حسنا، وحبه ينفع من خشونة الحلق وقصبة الرئة وكثير من الأمراض، ودهنه يمنع العرق ويقوي المعدة، والمربى منه تقوي المعدة وتشد القلب وتطيب النفس.
قال الشاعر:
سفرجلة جمعت أربعا … فكان لها كل معنى عجيب
صفاء النضار وطعم العقار … ولون المحب وريح الحبيب
انظر: مقامات السيوطي (٥٤، ٥٥).

<<  <   >  >>