(عشر) شجرة غربية كانت العرب في الجاهلية إذا أراد أحدهم أن يسافر عن حليلته (١) عمد إلى هذه الشجرة وشد غصنا منها إلى الآخر وتركهما، فإذا عاد من سفره ذهب إليهما فإن وجدهما بحالهما مشدودين استدل بهما على أن حليلته ما خانته في غيبته، وإن وجدهما محلولين استدل بهما على خيانتها، قالوا: إنها سم قاتل، وإن منها نوعا يقتل بالجلوس في ظله، خشبها ينفع من القوباء والسعفة.
(عفص) شجرة جليلة، قالوا: إن شجرة البلوط تثمر سنة بلوطا وسنة عفصا، ونقل الجاحظ عن الفضل بن إسحاق أنه قال: رأيت العفص والبلوط على غصن واحد فإن كان صحيحا، فإنها في الأشجار كالأرانب في الحيوان، فإن الأرنب سنة ذكرا وسنة أنثى، والتي عليها البلوط والعفص كالخنثى.
قال ابن سينا: ثمرتها يطلى بها القوباء يزيلها ويمنع الرطوبات الزائدة الفاسدة عن اللثة، وتنفع من تآكل الأسنان، وقال غيره: ينثر على القروح الرطبة ينفعه، وماؤها يسود الشعر.
(عناب) هي الشجرة المشهورة، ورقها ينفع من وجع العين ضمادا إذا كان من الحرارة، وثمرتها تسكن الدم وتنشفه فيما زعموا حتى إن مسّها أيضا يفعل ذلك إذا أرادوا حملها من بلد إلى بلد كل يوم تحمل على دابة أخرى؛ لئلا ينشف دمها، قال جالينوس: إنه لا ينشف الدم؛ لكنه يغلظه، وهو طلاء جيد لتصفية اللون.
(غبيرا) شجرة مشهورة أصبر خشب يكون على الماء يبقى في الماء زمانا طويلا لا يتعفن منه شيء، زهرتها إذا شمت المرأة رائحتها هاجت بها شهوة الوقاع حتى ترمي الحياء والصيانة وراء ظهرها، قال ابن سينا: التنقل بثمرتها يبطئ السكر ويحبس القيء وينفع من إكثار البول.
(غرب) شجرة كبيرة، قال ابن سينا: خشبها يحرق ويعجن بالخل يجفف الثآليل، شجرها يدخل في خضاب الشعر يفيده فائدة جيدة، وورقها يجعل على الجراحات الطرية مسحوقا ينفعها، وقال غيره: ينفع شربا من تشبث العلق بالحلق، وإذا شرب زهرها ينفع من ظلمة العين، وصمغها ينفع من ظلمة البصر أكلا.