للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(فاوانيا) هي شجرة عود الصليب، منه رومي ومنه هندي، قال ابن سينا: خشبها يجلو الآثار السود من البشرة، وينفع من النقرس والصرع تعلقا، وقد جرب تعليقه فوجد مانعا من الصرع فحيث كانت إبانته (١) يعود معها الصرع.

ثمرتها تنفع المجانين والمصروعين إذا دخن بها، وتنفع من الكابوس إذا شرب خمس عشرة حبة منها الشراب.

(فستق) هي شجرة مشهورة (٢) زعموا أن الفستق تركيب الحبة الخضراء على اللوز خشبها يشعل النار وإن كان نديا لفرط دهنيته بخلاف غيره من الأخشاب ثمرتها تنفع من نهش الهوام ويزيد في الباه وينفع من السعال البلغمي ودهنها يزيل الزرقة من العين إذا داوم على اكتحاله، كل ذلك عن ابن سينا.

(فلفل) شجرة تنبت بالهند بناحية منها تسمى مليار وهي شجرة عالية لا يزال الماء تحتها، فإذا هبت الرياح تساقطت على وجه الماء، فيجمع منه وكذلك فشخه، وهي شجرة حرة لا ملك لأحد فيها وحملها عليها شتاء وصيفا وهو عناقيد فإذا حميت الشمس عليها انطبقت على كل عنقود منها أوراق حتى لا تحترق بالشمس فإذا زالت الشمس عنها زالت الأوراق عن العناقيد لتنال النسيم، وذكر من رآها أن شجرتها مثل شجرة الرمان وبين الورقتين شمراخان منظومان بالفلفل وشمراخه في طول الأصبع.


(١) إبانته: أي إبعاده وتركه.
(٢) الفستق: قشره الأحمر يقطع الإسهال، وله فعل منشط لنسيج عضلة القلب ومراكز المخ، وهو حار رطب في الثانية يفتح السدد، وينقي الكبد ويقوي المعدة لأنجزتها التي ترقى إلى أعلى قامع، ولعلل الصدر والرئة نافع وينقي منافذ الغذاء، ويزيل ما فيها من ثقل وأذى، ويذهب المغص والغثيان ويقوي فم المعدة وقلب الإنسان ويعد من المفرحات والترياقات، وقشره يطيب النكهات لما فيه من العطريات، قال الشاعر:
وفستق قد حكى جلبابه شفقا … وقلبه كوداد العاشق الكلف
تراه ملتحفا ثوب الحيا خجلا … طور وطورا غير ملتحف
يحكي فصوص يواقيت مفصلة … زرقا وصفرا له غلف من الصدف
كأن أكله من طيب مطعمه … مواصل لحبيب دائم الصلف
انظر: مقامات السيوطي (٣٥، ٣٦).

<<  <   >  >>