للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصلها مع البصل يجلب السلى ويدر الطمث والبول، إذا دققت القصب الرطب وجعلته في الطبيخ الذي أكثرت ملحه تزول ملوحته وأصل القصب فيه قوة جاذبة إذا دق وضمد به العضو الذي فيه الحديد جذبه، ومنها قصب الذريرة يجلب من نهاوند، وذكر أن ما لا يعبر على ثنية الركاب، لا يفيد فائدة قصب الذريرة بل يكون كسائر القصب وما عبر به على ثنية الركاب وهي ثنية بنهاوند فهو مفيد.

قال ابن سينا: ينفع من كمودة الدم الميت، ويجلو البصر ويبخر به في الحلق ينفع السعال ومع العسل وبزر الكرفس ينفع من الاستسقاء، ومنها قصب القنا ينبت بأرض الهند يتخذ منه الرماح قالوا: إنها تحترق لاحتكاك أطرافها عند عصوف الرياح (١) ورمادها الطباشير وهو ينفع للخفقان وأورام العين الحارة، ويقوي القلب، وينفع من الحميات.

(كافور) شجرة كبيرة هندية يألفها النسر تظل خلقا كثيرا لا يصل إليها الناس إلا في وقت من السنة معلوم، وهي سفحية بحرية خشبها أبيض هش خفيف صمغها كافور ويسيل من أسفل الشجرة. قال محمد بن زكريا: الكافور صمغ هذه الشجرة إلا أنه في داخلها يثقب أعلى الشجرة فيسيل به الكافور عند الحرارة ويثقب أسفل من ذلك فيخرج منها قطع الكافور. قال ابن سينا: استعمال الكافور يسرع الشيب وتنفع من الصداع الحار، ويسهر ويقوي الحواس ويقطع الباه.

(كرم) أكثر الأشجار وجودا ونفعا (٢) قال صاحب الفلاحة: عن عجائبها أنك إذا أخذت وديها الذي فيه قوة الثمرة وغرستها يأتي في السنة الأولى بالعناقيد الكبار وإذا أردت أن يكون


(١) عصوف الرياح: أي: هبوبها بشدة.
(٢) يكره تسمية العنب كرما لما روى مسلم في صحيحه عن النبي أنه قال: «لا يقولن أحدكم للعنب الكرم، الكرم الرجل المسلم».
انظر صحيح مسلم رقم (٢٢٤٧).
وفي رواية أخرى «لا تقولوا الكرم وقولوا العنب والحبلة» انظر صحيح مسلم للحديث رقم (٢٢٤٨) وسبب هذا النهي أن العرب كانت تسمى شجرة العنب الكرم لكثرة منافعها وخيرها، فكره النبي تسميتها باسم يهيج النفوس على محبتها ومحبة ما يتخذ منها من المسكر، وهو أم الخبائث فكره أن يسمى أصله بأحسن الأسماء وأجمعها للخير.
انظر الطب النبوي لابن القيم الجوزية (٣٢٠).

<<  <   >  >>