للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثمرتها تخلو وتطيب، ورقها هو السدر الذي يغسل به الرأس يقوي الشعر ويمنع انتشاره ويطوله، ثمرها قد يكون حلوا وقد يكون حامضا، واليابس منه يمنع النزف والإسهال الكائن من ضعف المعدة إذا قلي ودق مع نواه.

(نخل) شجرة مباركة لا توجد إلا في بلاد الإسلام (١) قال رسول الله :

«أكرموا عماتكم النخل» (٢) وإنما سماها عماتنا؛ لأنها خلقت من فضلة طينة آدم وأنها تشبه الإنسان من حيث استقامة قدها وطولها وامتياز ذكرها عن أنثاها واختصاصها باللقاح ولو قطع رأسها هلكت ولطلعها رائحة المني ولها غلاف كالمشيمة التي يكون الولد فيها، والجمار الذي على رأسها لو أصابه آفة هلكت النخلة لهيئة مخ الإنسان إذا أصابة آفة، ولو قطع منها غصن لا يرجع بدله كعضو الإنسان، وعليها ليف كشعر يكون على الإنسان. قال صاحب الفلاحة: إذا لم يثمر شيء من النخل يأخذ رجل فأسا ويقرب منه، ويقول لغيره: إني أريد قطع هذه الشجرة لأنها لا تثمر، فيقول الآخر: لا تفعل فإنها تثمر في هذه السنة فيقول الرجل: إنها لا تفعل شيئا ويضربها ضربتين أو ثلاثة، فيمسكه الآخر بيده ويقول: لا تفعل فإنها شجرة حسنة واصبر عليها هذه السنة فإن لم تثمر فاصنع بها ما شئت. قال: فإذا فعل ذلك فإن الشجرة تثمر ثمرا كثيرا وكذلك غير النخل من الأشجار إذا فعل به هذا يثمر، وقال أيضا: إذا قاربت بين ذكران النخل وإناثه فإنها يكثر حملها لأنها تستأنس بالمجاورة، وإذا قطع إلفها من الذكران فلا


(١) النخل المذكور في القرآن الكريم في غير موضع، وفي الصحيحين عن ابن عمر قال: بينا نحن عند رسول الله إذا أتى بجمار نخلة فقال النبي : «إن من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل المسلم لا يسقط ورقها أخبروني ما هي؟» فوقع الناس في شجر البوادي فوقع في نفسي أنها النخلة فأردت أن أقول هي النخلة ثم نظرت فإذا أنا أصغر القوم سنّا فسكت. فقال رسول الله : «هي النخلة». فذكرت ذلك لعمر فقال: لأن تكون قلتها أحب إليّ من كذا وكذا).
حديث صحيح رواه البخاري (٩/ ٤٩٥).
وفيه إلقاء العالم المسائل على أصحابه وتمرينهم واختيار ما عندهم. وفيه ضرب الأمثال والتشبيه وفيه ما كان عليه الصحابة من الحياء من أكابرهم وإجلالهم وإمساكهم عن الكلام بين أيديهم.
وفيه فرح الرجل بإصابة ولده وتوفيقه للصواب. وثمر النخلة يؤكل رطبا ويابسا وبلحا ويانعا وهو غذاء ودواء وقوت وحلوى وشراب وفاكهة، وجذوعها للبناء والآلات والأواني ومنافعها كثير.
انظر الطب النبوي لابن القيم (٣٤٥).
(٢) حديث ضعيف قال ابن القيم: (خبر لا يصح أورده السيوطي في الجامع الصغير) انظر الطب النبوي (٣٤٦).

<<  <   >  >>