للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ترعى ما فيه من غريب ولا ترعى الترمس حينئذ لمرارته فإنه يزكو جدّا. ومن خاصية الترمس أنك إذا زرعته في أرض لا ينبت بها النبات ثلاث مرات قال ابن سينا: يرقق الشعر ويجلو الكلف والبهق والآثار الكريهة ويجلو الوجه سيما إذا طبخ بماء المطر حتى يتوهج، وإذا رششت البيت بطبيخ الترمس هرب منه الذباب.

(ثوم) (١) قال صاحب الفلاحة: إذا زرعت الثوم في الأيام التي يكون القمر بها تحت الأرض لم توجد له رائحة، وليترصد غروب الثريا لوقت الزرع، ورقه يمضغ ويجعل على العين الرمدة يكون أنفع لها من كل ذرور، وإن مضغ مع العسل وطلي به الوجه ذهب شقاقه وكلفه، ومن أكله على الريق لا يضره سم ولا لدغ. قال ابن سينا: إنه ينفع من تغير المياه ويشرب بطبيخ الفوتنج فيقتل القمل والصيبان، ورماده إذا طلي بالعسل على البهق وكهبة العضو نفع ومشوية يسكن أوجاع الأسنان ويصفي الحلق مطبوخا، وينفع من السعال المزمن، وهو نافع من لسع الهوام والحيات إذا شرب بالشراب. وقال ابن سينا: وقد جربنا ذلك في عضة الكلب، ومن خواص دفع الحكاك عن المقعدة إذا أخذ منه شيئا واحتملته، وإذا أردت أن تعرف أن المرأة بكر أم ثيب فاخلط الثوم المدقوق مع العسل وأمرها أن تتحمل به واصبر عليها ساعتين فإن شممت رائحة الثوم من فيها فهي بكر وإلا فهي ثيب، ومن خواصه إزالة البخر الذي لا يقبل المعالجة إذا داوم على أكله سنة كاملة.

(جاورس) هو الدخن. قال صاحب الفلاحة: الأرض التي يزرع فيها الجاورس تفسد ولا ترجع إلى صلاحها إلا بعد مدة طويلة، حبه يبقى مدة طويلة لا تصيبه آفة؛ ولهذا يدخره الناس لخوف القحط. قال ابن سينا: إنه ضماد جيد لتسكين الأوجاع. وقال غيره: إنه يمسك الطبع جدّا بيبوسته ويسقط الأجنة.


(١) هو قريب من البصل في رائحته وتركيبه وفي الحديث: (من أكلهما فليميتهما طبخا) حديث صحيح رواه مسلم برقم (٥٦٧) وابن ماجه (١٠١٤) والنسائي (٢/ ٤٣) وأحمد في المسند (١/ ١٥، ١٨، ٤٩).
وبعد فهو حار يابس في الرابعة يسخن تسخينا قويّا ويجفف تجفيفا بالغا نافع للمبرودين ولمن مزاجه بلغمي ولمن أشرف على الوقوع في الفالج، وهو مجفف للمني مفتح للسدد، محلل للرياح الغليظة هاضم للطعام قاطع للعطش مطلق للبطن مدر للبول يقوم في لسع الهوام وجميع الأورام الباردة مقام الترياق.
انظر الطب النبوي (٢٥٤ - ٢٥٥).

<<  <   >  >>