ونجعل فيه شيئا من اللبن، ونرد رأسها إلى مكانها وندفنه في الرماد الحار حتى يغلي فإذا غلت حسا (١) ذلك من أراد الإسهال. قال فاتخذنا ثلاث حناظل لثلاثة أنفس فالجارية الزمنة حست جميع الثلاث فحصل لها إسهال شديد حتى أيسنا من حياتها، فلما كان الليل انقطع إسهالها وقامت ومشت برجليها وعاشت بعد ذلك سنين، والحنظل يدلك به الجذام وداء الفيل وعرق النسا، والنقرس وأصله نافع لنهش الأفاعي، وهو أنفع الأدوية للدغ العقرب سقيا فإنا سقيناه واحدا لدغته العقرب في أربع مواضع فبرئ في الحال.
(حنطة) قال كعب الأحبار ﵁ لما أهبط آدم ﵇ أتاه ميكائيل ﵇ بشيء من حب الحنظة وقال هذا رزقك ورزق أولادك قم فاحرث الأرض وابذر البذر وقال لم يزل الحب من عهد آدم إلى زمن إدريس ﵉ كبيض النعامة فلما كفر الناس نقص إلى قدر بيض الدجاجة ثم إلى قدر بيض الحمامة ثم إلى قدر البندقة وكان زمن العزيز على قدر الحمصة، قال صاحب الفلاحة: الحبة التي تقع على قرن الثور عند بث البذر لا تنبت أصلا، حبها ينقى الوجه، وكذلك النشا ومدقوقها ينفع من عضة الكلب الكلب ضماد، أو يوضع على حديدة محماة حتى يظهر منها رطوبة ويطلي بتلك الرطوبة القوباء يزيلها، خميرها يخلط بالملح ويضمد به الدماميل ينضجها، خبزها يبل بماء وملح ويضمد به القوباء ينفعها.
(خبازي) حشيشة معروفة ينضم ورقها بالليل وينفتح بالنهار، ورقها إذا طلى به الجرب والكحة والقمل أزالها، ويسكن لسع الزنابير ضمادا خصوصا مع الزيت، وإذا مضغ مع الملح وجعل على النواصير نفعها، بزرها يشربه المسموم ويتقيأ مرة بعد أخرى يدفع عنه غائلة السم، وينفع من نهش الرتيلا.
(خربق) نبت، ورقه كورق الدلب وساقه قصى وشكله كشكل العناقيد. قال صاحب الفلاحة: إذا غرست في البستان قضبان الخربق مات ما فيها من البراغيث، وإذا زرعتها مع أي بذر كان لا يقر بها الطير، وإذا دخنت البيت هربت الهوام منه ولا يبقى فيه بق ولا برغوث ولا ذباب ونحوها، وإن جعلته في العجين وتركته للفأرة إذا أكلته ماتت، وإن دققته مع الكبريت ونثرته في جحر النمل هربت، وإذا طليت اللحم بالخربق ووضعته للسباع اصطيدت بالسهولة وهو سم قاتل للإنسان والسباع. قال ابن سينا: إذا نبت الخربق عند أصل كرمة صار شرابها مسهلا، ويطلي على البهق والثآليل يزيلهما، واستفراغه ينفع من البرص. وإذا طبخ بالخل وقطر في الأذن نفع الدوى، ويقوي قوة السمع، وإذا تمضمض به سكن وجع السن.