للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(رازيانج) هو النبات المشهور منه بري ومنه بستاني، رطبه يعقد اللبن ويدر الطمث والبول ويفتح السدد، ويمنع من نزول الماء، والبري يفتت الحصى وينفع من الحميات العتيقة، ويحلل الرياح ويحد البصر. قال دقراطيس: إن الهوام ترعى الرازيانج الطري؛ ليقوي بصرها، والحيات إذا خرجت من تحت الأرض وحكت أعينها عليه استضاءت فسبحان من ألهمها ذلك.

(ريباس) نبت جبلي لا ينبت إلا على الصخر، قيل: إنه من تأثير الرعد، وذكر هذا القول عند كسرى وقد شكوا من قلة الريباس، فقال: رشوا الماء واضربوا بالطبل استخفافا بكلامهم.

قال ابن سينا: إنه ينفع من الطاعون والاكتحال بعصارته يحد البصر وينفع من الحصبة والجدري ويقطع السكر وينفع من الغثيان.

(ريحان) (١) يقال له بالفارسية شاهشفرم ذكر الفرس أنه لم يكن قبل كسرى أنوشروان شيء من الريحان، وأنه وجد في زمانه، وسببه أنه كان ذات يوم جالسا للمظالم، إذا أقبلت حية عظيمة تنساب تحت سريره، فهموا بقتلها فقال الملك: كفوا عنها فإني أظنها مظلومة، فمرت تنساب حتى استدارت على فوهة بئر فنزلت فيها، ثم أقبلت تتطلع، فإذا في قعر البئر حية مقتولة وعلى متنها عقرب أسود فأدلى بعض الأساورة رمحه إلى العقرب ونخسها به، وأتى الملك يخبره بحال الحية، فلما كان العام القابل أقبلت الحية في اليوم الذي كان كسرى قاعدا فيه للمظالم وجعلت تنساب حتى وقفت ونفضت من فيها بزرا أسود، فأمر الملك أن يزرع فنبتت منه الشاهشفرم


(١) قال تعالى: ﴿فَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ﴾ وقال تعالى: ﴿وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ﴾ وفي صحيح مسلم عن النبي : «من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة».
وفي سنن ابن ماجه من حديث أسامة عن النبي أنه قال: «ألا مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها، وهي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز، وقصر مشيد ونهر مطرد، وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة ومقام في أبد في دار سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية». قالوا: نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها قال: «قولوا إن شاء الله تعالى» فقال القوم: إن شاء الله. وهو حديث ضعيف.
والريحان كل نبت طيب الريح وهو قاطع للإسهال الصفراوي، دافع للبخار الحر الرطب، إذا شم مفرح للقلب تفريحا شديدا، وشمه مانع للوباء وكذلك افتراشه في البيت ويبرئ الأورام الحادثة في الحالبين، إذا وضع عليها وإذا دق ورقه وهو غض، وله منافع عديدة.
انظر مقامات السيوطي (٩٨ - ٩٩).

<<  <   >  >>