للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحنطة، وقال هذا الذي اخترته على جنة رب العالمين هو لك رزق ولولدك، فعمد آدم قبضة منها وعمدت حواء إلى قبضة، فقال آدم لحواء: لا تزرعي، فخالفته، فجاء الذي زرعت حواء شعير».

وخاصية الشعير أن يحفظ الأشياء عن التعفن والتغير. قال صاحب الفلاحة: لو تركت في الشعير عنبا بعناقيده لم يتغير، وأكلت في كل يوم عنبا طريا كأنه قطف من كرمه. قال ابن سينا: الشعير يستعمل على الكلف طلاء ويطبخ بالخل الثقيف ويضمد به الجرب المتقرح والنقرس.

(شقائق النعمان) والعرب يقولون: أنه خد العذارى، قيل: كان ظهر في الكوفة نبت الشقائق فمر النعمان بن المنذر به وقال: من نزع منه شيئا انزعوا كتفه، فنسب إلى النعمان. وشقائق النعمان يدور مع الشمس، ينفتح ورقه بالنهار وينضم بالليل، الاكتحال منه ينفي ظلمة البصر.

قال ابن سينا: إنه مع قشر الجوز خضاب يسود الشعر وهو نافع للجرب والقروح، وإذا طبخ بقضبانه يدر اللبن، ويمزج شقائق النعمان بماء الورد فإذا رششت منه على الثياب البيض فإنه يحمر الثوب، وإذا يبس لا يبقى على الثوب منه أثر أصلا.

(شلجم) قال صاحب الفلاحة: بزر الشلجم وبزر الكرنب إذا أتى عليهما ثلاث سنين ينبت من بزر الشلجم الكرنب، وينبت من بزر الكرنب الشلجم، وهذا أمر يعرفه الزارعون وإن نقعت بزر الشلجم في عصير الزيت أو العسل ينبت حلو طيب الطعم جدّا، والمطبوخ منه يحرك شهوة الوقاع، ويضمد به العضو الخدر إذا كان حارّا ينفعه نفعا بينا، بزره يعلق على صاحب الأوبئة ينفعه.

(شوكران) سم قاتل، ساقه كساق الرازيانج، وورقه كورق القثاء، وبزره كالأنيسون وله زهر أبيض. قال ابن سينا: يطلي به موضع النتف (١) يمنع ثبات الشعر ثانيا، ويضمد به ثدي النساء فلا يعظم وينفع من نزف الدم بتجميده، ويمزج به أعضاء المني فيمنع من الاحتلام.

(شونيز) قال محمد بن زكريا الرازي: يرش البيت بطبيخ الشونيز يقتل براغيثه، ويسحق الشونيز مع الصابون ويطلي به الوجه يزيل كلفه، وإن بخرت به وبالقلقند البيت لم يدخله بق البتة. قال ابن سينا: إنه يقطع الثآليل والخيلان والبهق والبرص وينفع من الزكام طلاء، وطبيخه ينفع من وجع الأسنان مضمضة سيما مع خشب الصنوبر، والهوام تهرب من دخانه، وإن سحق بدهن الرشاد منع ابتداء الماء. قالوا: الإكثار منه قاتل.


(١) موضع النتف: أي: تحت الإبط والعانة.

<<  <   >  >>