للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(لفاح) منه نوع أبيض الورق لا ساق له يقال: هو الذكر، شمه كثيرا يورث السكتة، ورقه يدلك به البرص أسبوعا يزيله من غير تقريح، وشمه ينفع من الصداع لكنه يبلد الحواس، وينوم بزره إذا خلط بكبريت ولم تسمه النار. أصل اللقاح البري اليبروح وهو على صورة الإنسان الذكر كالذكر، والأنثى كالأنثى، زعموا أن من قلعه مات فإذا أرادوا شدوه في كلب أو حيوان خسيس حتى يمشي به ويقلعه، يجعل ضمادا للأورام الصلبة والخنازير والدماميل وأوجاع المفاصل يبرئها ومن احتمل منه شيئا أسبته ويتخذ ذلك لدفع السهر. قال ابن سينا: من احتاج إلى قطع عضو والعياذ بالله يسقى من ذلك ثلاث لولوسات في شراب فيسبته ولا يكون له حس عند القطع.

(لوبيا) نبت معروف. قال ابن سينا: من أكله يرى أحلاما رديئة. وقال غيره: يخصب البدن ويخرج المشيمة والجنين الميت، ويدر الطمثو وينقي من دم النفاس.

(لينوفر) نبات طيب الرائحة ينبت في الآجام والمياه القائمة في فضاء ويغيب النهار كله ويظهر بالليل. قال ابن سينا: إنه منوم مسكن للصداع الحار لكنه يكمد شهوة الباه، ويجمد المني لخاصية فيه، بزره يذهب البرص طلاء بالماء، وأكله يضعف الباه، وإذا جعل على داء الثعلب أبرأه.

(ماش) هو النبت المعروف. قال ابن سينا: إنه يضر الباه. وقال غيره: يضمد به الأعضاء فيسكن وجعها، ويضعف الأسنان.

(مازريون) حشيشة معروفة من اليتوعات منها صغير وكبير، فالكبير يشبه ورق الزيتون، والأسود منها قتّال جدّا، وجميع أصنافها يستعمل للبهق والبرش والبرص طلاء ويخلط بها الكبريت ليكون أبلغ. قال ابن سينا: يسقى بالشراب لنهش الهوام، فإذا خلط بالسويق وجمع بماء أو زيت قتل الفأر والكلاب والخنازير، والقاتل للناس درهمان. وقال غيره: يقتل السمك في الماء ويدفع الاستسقاء، وإذا سقى العليل منه درهم فإنه يسهله إسهالا محكما يزيل عنه الاستسقاء، لكن العلاج بها خطر جدا، وذكر القاضي أبو علي التنوخي: أن بعض من ابتلي بالاستسقاء عجز الأطباء عن علاجه فأيقن بالهلاك وترك المعالجة والاحتماء، فاجتاز عليه رجل في دروب بغداد يبيع الجراد المقلي فاشترى منه وأكل كثيرا فانحل طبعه ثلاثة أيام، ثم عاد إلى حاله وعوفي فسأله الطبيب عن حاله، فذكر له أكل الجراد، فقال لصاحب الجراد: من أين أخذته؟ فقال: من الموضع الفلاني. فذهب إليه فرأى أكثر نبته المازريون، فعلم الطبيب أن الجراد قد أكل منه فتقصت قوة المازريون ثم نضجت فتقصت شيئا آخر فأكلها الرجل، وقد اعتدلت فصارت سبب النجاة لمن عجز الأطباء عن علاجه ﴿إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

<<  <   >  >>