للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرياح ويشتد الحر ويدرك التفاح والمشمش ويجف العشب، وفي آخره يمتد النيل ويكثر اللبن، ورقيب الثريا الإكليل.

(الدبران) وهو كوكب أحمر منير يتلو الثريا، ويسمى تابع النجم، وسمي دبرانا لاستدباره الثريا، وهذه صورته:

ونوؤه غير محمود، والعرب تتشاءم به، وطلوعه لست وعشرين ليلة من أيار، وسقوطه لست وعشرين ليلة من تشرين الأول، قال الساجع: إذا طلع الدبران يبست الغدران، وفي نوئه يشتد الحر، وهو أول البوارح وتهب السمائم (١) وسود العنب، ورقيب الدبران القلب.

(الهقعة) هي رأس بالجوزاء، وهي ثلاثة كواكب صغار تشبه الأثافي، وهذه صورتها وإنما سميت هقعة تشبيها بعرض الفرس الذي يقال له: الهقعة، وتطلع لتسع خلون من حزيران، وتسقط لتسع خلون من كانون الأول، ونوؤها لا يكادون يذكرونه إلا بنوء الجوزاء، والعرب تقول: إذا طلعت الهقعة رجع الناس عن النجعة، وفي نوئها يدرك البطيخ وسائر الفواكه ويشتد الحر ويكثر هبوب السمائم، ورقيب الهقعة الشولة.

(الهنعة) هي كوكبان أبيضان بينهما قيد سوط في المجرة، وهذه صورتها: ٥٥ يقال لأحد الكوكبين: الزر، والآخر: لنيسان وثلاثة تحيط بهما فمجموعهما خمسة؛ أربعة متتابعة إلى جانب، وواحد في جهة العرض على هيئة الألف الكوفي، وطلوع الهنعة لاثنتين وعشرين ليلة تخلو من حزيران، وسقوطها لاثنتين وعشرين ليلة تخلو من كانون الأول، ونوؤها من أنواء الجوزاء، وتقول العرب: إذا طلعت الجوزاء كسب الصبا، وفي نوئها انتهاء شدة الحر وإدراك الرطب والتين وتغير المياه، ورقيب الهنعة النعائم.

(الذراع) هو ذراع الأسد المقبوضة، وللأسد ذراعان: مقبوضة ومبسوطة، فالمبسوطة تلي اليمن، والمقبوضة تلي الشام، وطلوعها لأربع تخلو من تموز، وسقوطها لأربع تخلو من كانون الآخر، ونوؤها محمود قل ما يخلف، وزعمت العرب أنه إذا لم يكن في السنة مطر لم يخلف الذراع، والعرب قد تقول: إذا طلع الذراع ترقرق الشراب في كل قاع، وفي نوئها تشتد بوارح الصيف حرّا وسموما، وفيه يدرك الرمان ويحمر البسر (٢) ويقطع القصب النبطي، ورقيب الذراع البلدة.


(١) تهب السمائم: أي تشتد رياح السموم، وهي ريح حارة تهب غالبا بمصر في شهر مايو، وأكثر ما تكون نهارا.
(٢) يحمر البسر أي: ينضج البلح، والبسر ما لم يتم نضوجه من البلح، ويطلق أيضا على رديء البلح وفي المثل: (بسرا وسوء كيلة).

<<  <   >  >>