لصاحب الشمال وهو أمين عليه: ألق هذه السيئة حتى ألقي من حسناته واحدة من تضعيف العشرة، وأرفع تسع حسنات، فيفعل صاحب الشمال.
وعن أنس ﵁ أن رسول الله ﷺ قال:«إن الله تعالى وكل بعبده ملكين يكتبان عليه، فإذا مات قالا: يا رب، قبضت عبدك فلانا فإلى أين نذهب؟ قال الله تعالى:
سمائي مملوءة من ملائكتي يعبدونني، وأرضي مملوءة من خلقي يطيعونني، اذهبا إلى قبر عبدي فسبحاني وكبراني وهللاني واكتبا ذلك في حسنات عبدي إلى يوم القيامة».
ومنهم: المعقبات ﵈، وهم الملائكة الذين ينزلون بالبركات ويصعدون بأرواح بني آدم وأعمالهم بالليل والنهار، فإذا واظب الإنسان على الصلوات في أول أوقاتها فإذا صلى الفجر أتاه ملائكة النهار وجدوه مصليا، وفارقوه ملائكة الليل وتركوه مصليا، وهكذا إذا صلى المغرب وما بين الصلاتين من الذنوب تكفرها الصلاة، وإذا كان كذلك فلا يرفعون له غير الحسنات.
ويحقق أمر هذه الملائكة ما روي عن النبي ﷺ أنه قال:«يقول الله تعالى:
يا بن آدم، ما تنصفني أتحبب إليك بالنعم وتمقت إلى بالمعاصي خيري إليك نازل وشرك إلي صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح، يا بن آدم، لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من الموصوف لأسرعت إلى مقته».
ومنهم: منكر ونكير ﵉، وهما ملكان فظان غليظان يسألان في القبر كل أحد عن ربه ونبيه، عن أنس بن مالك ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وهو يسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ (يعنيان: محمدا ﷺ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدل بمقعد من الجنة فيراهما جميعا، وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطراق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين» (١).
(١) حديث حسن، رواه الترمذي (٣/ ٣٨٣) وصححه الألباني.