للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم: الكروبيون ، وهم العاكفون في حظيرة القدس لا التفات لهم إلى غير الله تعالى؛ لاستغراقهم بجمال حضرة الربوبية، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وفي الخبر: إن لله تعالى أرضا بيضاء مسيرة الشمس فيها ثلاثون يوما محشوة خلقا من خلق الله تعالى، لا يعلمون أن الله تعالى يعصى طرفة عين، قالوا: يا رسول الله، أمن ولد آدم هم؟ قال: «لا يعلمون أن الله تعالى خلق آدم» قيل: يا رسول الله، أنى غفل عنهم إبليس؟ قال: «لا يعلمون أن الله تعالى خلق إبليس» ثم تلا قوله تعالى: ﴿وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٨].

ومنهم: ملائكة سبع سموات، قال كعب الأحبار: هؤلاء ملائكة مداومون على التسبيح والتهليل في القيام والقعود والركوع والسجود، يسبحون الليل والنهار، لا يفترون حتى تقوم الساعة، فإذا قامت الساعة يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.

وعن ابن عباس أنه قال: ملائكة سماء الدنيا على صورة البقر، وقد وكل الله تعالى بهم ملكا اسمه إسماعيل، وملائكة السماء الثانية على صورة العقاب، ووكل الله بهم ملكا اسمه ميخائيل، وملائكة السماء الثالثة على صورة النسر، والملك الموكل بهم اسمه صاعد ياييل، وملائكة السماء الرابعة على صورة الخيل، والملك الموكل بهم اسمه صلصاييل، وملائكة السماء الخامسة على صورة الحور العين، والملك الموكل بهم اسمه كلكاييل، وملائكة السماء السادسة على صورة الودان، والملك الموكل بهم اسمه سمخائيل، وملائكة السماء السابعة على صورة بني آدم، والملك الموكل بهم اسمه روفاييل.

قال وهب: وفوق السموات السبع حجب فيها ملائكة لا يعرف بعضهم بعضا؛ لكثرة عددهم، يسبحون الله تعالى بلغات مختلفة كالرعد القاصف.

ومنهم: الحفظة ، وهم الكرام الكاتبون، قال ابن جريح: هما ملكان موكلان بابن آدم أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره.

وقال بعضهم: هم أربعة: اثنان بالليل واثنان بالنهار، وخامس لا يفارق ليلا ولا نهارا، وللكفار أيضا حفظة؛ لأن آية الحفظة نزلت في شأن الكفار، وهي قوله تعالى: ﴿كَلاّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (٩) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠) كِراماً كاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار: ٩ - ١٢].

وفي الخبر: إن الملك ليرفع القلم عن العبد إذا أذنب ست ساعات، فإذا تاب واستغفر لم يكتبه عليه وإلا كتبه، وفي رواية أخرى: فإذا كتبه عليه وعمل حسنة قال صاحب اليمين

<<  <   >  >>