للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزعم أصحاب الفلاحة أن النخلة إذا غرست يوم السبت لم تحمل.

(يوم الأحد) عيد النصارى، قال أصحاب السّير: إن أول الأيام الأحد وهو أول أيام الدنيا، وبدأ الله فيه خلق الأشياء، وذكروا أن عيسى أمر قومه بالجمعة فقالوا: لا نريد أن يكون عيد اليهود بعد عيدنا فاتخذوا الأحد، وزعموا أنه صالح لابتداء الأمور.

(يوم الاثنين) يوم مبارك، كان رسول الله كثير المواظبة على صومه وصوم الخميس فسئل عن ذلك فقال: «هما يومان ترفع فيهما الأعمال فأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم» (١).

وفي الحديث: أنه ولد يوم الاثنين، وأتاه الوحي يوم الاثنين وخرج من مكة مهاجرا يوم الاثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين، وقبض يوم الاثنين، أورده الإمام أحمد بن حنبل (٢) في مسند ابن عباس .

(يوم الثلاثاء) تستحب فيه العقود وإصلاح حال النفس والحجامة، وقيل: إن قابيل قتل هابيل يوم الثلاثاء.

(يوم الأربعاء) يوم قليل الخير (٣)، والأربعاء الأخير من الشهر يوم نحس مستمر يحمد فيه الاستحمام.

(يوم الخميس) يوم مبارك سيّما لطلب الحوائج وابتداء السفر، روى الزهري (٤) عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه: أن رسول الله ما كان يخرج إذا أراد سفرا إلا يوم الخميس (٥).


(١) حديث صحيح رواه مسلم، والترمذي قال: حديث حسن.
(٢) هو أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني إمام المذهب الحنبلي المشهور ولد سنة ١٦٤ هـ، وتوفي سنة ٢٤١ هـ ومن منصفاته مسند الإمام أحمد، والزهد، وغيرهما، انظر: تهذيب التهذيب.
(٣) إنه مما لا شك فيه أنه لا يجوز وصف يوم بقلة الخير ولا بكثرة إلا بدليل يقيني على ذلك الحكم؛ لأن رسول الله نهى عن التشاؤم، وأمر الاستبشار، فقال في حديث صحيح: «بشروا ولا تنفروا، ويسيروا ولا تعسروا».
(٤) الزهري: هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله القرشي من أحفظ أهل زمانه للسنن، وأحسنهم لها سياقا كان فقيها فاضلا توفي سنة ١٢٤ هجرية. وانظر: المشاهير (٦٦)، وحلية الأولياء لأبي نعيم.
(٥) حديث ضعيف رواه الطبراني عن أم سلمة، قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الكبير، وفيه خالد بن إياس وهو متروك. انظر: مجمع الزوائد (٣/ ٢١١)، وروى الطبراني أيضا في الأوسط بسند رجاله رجال الصحيح عن كعب بن سعد قال: ما كان رسول الله يخرج إلى سفر، أو يبعث بعثا إلا يوم الخميس. وأصل هذا الحديث في الصحيح.

<<  <   >  >>