(تير ماه) اليوم السادس منه وهو يوم خرداد: عيد يسمى جشن نيلوفر، وهو مستحدث، واليوم الثالث عشر منه نيروز يسمى النيركان لاتفاق الاسمين، ذكروا أن في هذا اليوم طلب منوجهر من أفراسياب لما تغلب على إيران شهر أن يردها عليه فأنعم عليه بها وكان منوجهر متحصنا بطبرستان، واليوم السادس عشر مهرروز ومهر اسم الشمس هو أول الكهنبار الخامس، زعموا أنه يوم خلق الله تعالى فيه البهائم.
(شهرير ماه) السادس عشر منه مهر روز عيد عظيم الشأن يعرف بالمهرجان لأن اسمه موافق لاسم الشهر وكانت الأكاسرة (١) في هذا اليوم يلبسون أبناءهم تاج الذهب الذي كان عليه صورة الشمس وعجلتها الدائرة عليها؛ لأن مهر اسم الشمس، وذكروا أن هذا يوم خروج أفريدون بعد أن أهلك الضحاك بيوراسف كل من كان ينسب إلى جمشيد، وفريدون وضعته أمه في غار وتركته وكانت تأتيه بقرة وحش فترضعه حتى وثب على الضحاك وطرده وأخرج أفريدون ونزلت الملائكة لعونه، وذكروا أن في هذا اليوم دحا الله الأرض وجعل الأجساد قرار الأرواح، وقالوا: من أكل يوم المهرجان شيئا من الرمان وشم ماء الورد دفع عنه آفات كثيرة، واليوم الحادي والعشرون هو رام روز وهو اليوم الذي ظفر فيه أفريدون بالضحاك وأسره فقال لأفريدون: لا تقتلني فأجابه إلى ذلك وحبسه بجبل نهاوند مسلسلا في غار فيه.
(أبان ماه) اليوم العاشر منه أبان روز، يسمى أبان كان لاتفاق الاسمين، قالوا: فيه أمر بعمارة الأرض وحفر أنهارها واتصل الخبر بالأقاليم السبعة والخمسة الأخيرة من هذا الشهر أولها اشتادروز وتسمى الفزورجان فيها وكانوا يصنعون فيها الأطعمة والأشربة في النواويس على ظهورها يزعمون أن أرواح موتاهم تخرج في هذه الأيام من مواضع ثوابها وعقابها فتأتيها وتنسف قوتها ويدخنون بيوتهم بالراسن لتستلذ الموتى برائحته.
(آذر ماه) اليوم الأول منه هو يوم هرمز، فيه ركوب الكوسج وهو سنة لهم كان يركب في هذا اليوم رجل كوسج حمارا في أطمار من الثياب وقد تناول الأطعمة الحارة والأشربة المسخنة وطلى بدنه بالأدوية، وفي يده مروحة يتروح بها، ويقول: الحر الحر والناس يتضاحكون ويرمونه بالثلج والجمد فيصيب بذلك خيرا من الناس، وبقي بذلك في عقبه إلى أن ضرب السلطان علي ذلك ضربته، وكان مع الكوسج نقيع المغرة وهي طين أحمر يلطخ به ثياب من لم يسمح له بشيء، وفي هذا اليوم استخرج اللؤلؤ من البحر ولم يكن يعرف قبل ذلك. قالوا: إنه يوم قضى الله فيه