الخير والشر، وزعموا أن من طعم صبيحة هذا اليوم قبل الكلام سفرجلا وشم أترنجا سعد في سائر سنته، واليوم التاسع هو أذرروز، عيد يسمى آذر جشن لاتفاق الاسمين وفيه اصطلوا بالنار وآذر اسم الملك بجميع النيران وقد أمر زرادشت أن تزار في هذا اليوم بيوت النيران، وتقرب القرابين، ويشاور في أمور العالم.
(دي ماه) ويسمى أيضا جرماه اليوم الأول منه يسمى حزم روز وهو اسم الله تعالى وكان الملك في هذا اليوم ينزل عن سرير الملك، ويلبس الثياب البيض يرفع الحجاب ويترك هيئة الملك وينظر في مصالح الناس ويخاطبه كل من شاء من الوضيع والشريف ويجالس الدهاقين (١) والمزارعين ويواكلهم ويقول: أنا كواحد منكم ولا قوام للدنيا إلا بالعمارة التي تجري على أيديكم، وقوام العمارة بالملك لا غنى لأحدهما عن الآخر، ونحن كأخوين متلازمين، واليوم الحادي عشر أول الكهنبار الأول وفيه خلق الله السموات، واليوم الرابع عشر زور كوش، فيه عيد يسمى عيد سيرسو يتناول فيه الثوم والخمر، ويطبخ فيه النبات باللحم التي يتحرز به عن الشياطين وبها يتداوى من العلل المنسوبة إلى الأرواح السوء، واليوم الخامس عشر وهو سمهور روز: عيد يتخذ فيه شخص من عجين أو طين على هيئة إنسان ويوضع في مدخل الأبواب ويخدم خدمة الملوك ثم يحرق وفي هذا اليوم اتفق فطام أفريدون وركوب الثور وزعموا أن من أطعم صبيحة هذا اليوم قبل الكلام تفاحا وشم نرجا عاش سنته بخير وخصب، وأن التدخين في ليلته بالسوسن أمان في العام من القحط والفقر، واليوم السادس عشر هو مهرروز عيد كاوكيل، زعموا أن جمعا من الفرس تخلصوا في هذا اليوم من بلاد الترك وساقوا البقر التي سبيت منهم، وزعموا أن في ليلة هذا اليوم يظهر ثور عجلة القمر وهو ثور قرناه من ذهب وقوائمه من فضة، يظهر ساعة ثم يغيب، والموفق لرؤيته مجاب الدعوة في ساعة النظر إليه.
(بهمن ماه) اليوم الثاني منه بهمن روز عيد يسمى بهمنجة لاتفاق الاسمين وهو الملك الموكل بالبهائم التي يحتاج الناس إليها للعمارة وأهل فارس كانوا يطبخون فيه قدورا يجمعون فيها من كل حب ولحم، ويشربون فيه اللبن، ويزعمون أن ذلك يصلح للحفظ ولهذا اليوم خاصية في لقط الأدوية من الجبال والأودية واتخاذ الأدهان وتهيئة البخور والدخن، وزعموا أن ذلك وضع جاماسب الوزير ونفعها بين. واليوم الخامس وهو يوم اسفندار مد عيد يسمى نوسدة
(١) الدهقان: رئيس المدينة أو رئيس الأقليم ومن له مال أو عقار يقال: تدهقن الرجل صار دهقانا أي كثر ماله (ج) دهاقنه ودهاقين.