للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعناه البندق الجديد وهو من مآثر هو راسف، واليوم العاشر وهو أبان يسمى أبان عيد ويسمى السدق وتفسيره المائة، وقيل: إنه إنما سمي سدقا لأنه بقي إلى آخر السنة مائة يوم. وقيل: لأنه تم في هذا اليوم عدد المائة من الآب الأول وهو كيومرت قالوا: إن الشتاء يخرج من جهنم إلى الدنيا في هذا اليوم والناس في هذا اليوم يوقدون نيرانا وينحرون قرابين لدفع مضرته حتى صار من رسم الملوك في هذه الليلة إيقاد النيران وإرسال الطيور والوحش وقد شدوا فيه باقات من الشوك مشتعلة مع الشرب والتلهي، واليوم الثلاثون وهو أنيران روز عيد يسمى إبريز، كان بأصبهان وتفسيره صب الماء والسبب فيه أن القطر احتبس في زمان فيروز جد أنوشروان وأجدب الناس فترك فيروز الخراج وفتح الخزائن واستدان من بيوت النيران (١) وجاد بها على الرعية وتفقدهم تفقد الوالد الولد حتى لم يمت في تلك السنين أحد جوعا ثم صلى ودعا الله تعالى بإزالة ذلك عن الخلق ودخل بيت النار وأدار يده وساعده حوالي اللهيب وضمه إلى صدره ثلاث مرات ضم الصديق صديقه وبلغ اللهب لحيته ولم تحترق وكان ذا لحية كثة ثم قال: اللهم إن كان هذا الاحتباس من أجلي وسوء سيرتي فبين لي حتى أخلع نفسي، وإن كان لغيري فبين لي وأزل عن أهل الدنيا ذلك وجد عليهم بالمطر ثم خرج من بيت النار فارتفعت سحابة وأبلت بأمطار لم يعهد مثلها غزارة، فأيقن فيروز بإجابة دعائه وجرت المياه في الخيام والسرادقات وكان الناس يصب بعضهم على بعض فرحا وسرورا فصار ذلك سنة لهم إلى هذا الوقت.

(اسفندار مذماه) اليوم الخامس وهو اسفندار مذروز عيد لاتفاق الاسمين وهو اسم الملك الموكل بالأرض والمرأة الصالحة المحبة لزوجها وهذا عيد خاص للرجال والنساء يحسن بعضهم إلى بعض ويتخذون فيما بينهم العهود وقد بقي هذا بأصبهان يسمونه مرزكيران، وهذا اليوم تكتب فيه الرقاع لدفع الهوام والحشرات فيكتبون من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس الرقية المعرفة، ويلصقون ثلاثة منها على الجدران الثلاثة من البيت، ويتركون الجدار المقابل لصدر البيت.

(القول: في السنين) السنة عند العرب اثنا عشر شهرا (٢) وعند العجم كذلك إلا أن العرب تجعل شهورها على مدار الأهلة وأيامها ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما. وأما العجم فجعلوا


(١) أي: استدان من الكهنة وعباد النار المجوس الذين في معابدهم.
(٢) قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ﴾ [التوبة: ٣٦].

<<  <   >  >>