للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جسامة العمل الذي عليهم إنجازه في بضع ساعات؟ التنظيف! إحلال النظام! إنهم على أية حال فعالون، أحس بأنهم حاضرون في هذه الحجرة، وأنا أساعدهم على التنظيف، أود أن أرحل نظيفًا، مغسولًا من كل هذا العار الذي حملته بداخلي طوال شطر كبير من حياتي) (١).

(. . . إنها حوالي الثالثة وبضع دقائق، لقد أنجز الملائكة نصف عملهم إنهم يمضون دومًا مثنى مثنى، خاصة لأخذ الروح، في الواقع، يحط أحدهما على الكتف الأيمن، والآخر على الأيسر، وبنفس الحماس، يأخذان الروح بحركة بطيئة ولطيفة، إلى السماء، لكنهما في هذه الليلة ينظفان، ولا وقت لديهما للانشغال بشيخ في رمقه الأخير، لا تزال أمامي بضع ساعات لكي أتكلم معك حتى شروق الشمس، بعد صلاة الفجر، وهي صلاة قصيرة، فقط لتحية بشائر النور) (٢).

ويقول على لسان امرأة من شخصيات روايته: (. . . كنت في ذلك اليوم أضم بين ذراعيّ شخصًا مجهولًا، ربّما أميرًا مبعوثًا من طرف الملائكة تلك الليلة السابعة والعشرين، أميرًا أو طاغية مغامرًا، قاطع طرق حجرية، لكنه رجل، جسد رجل. . .) (٣).

ويصف إحدى الداعرات على لسان إحدى الشخصيات بقوله: (أنت منقذتنا الملاك الذي صار مطلعًا على كل شيء، إما إن تلعنينا أو تنقذينا، ملاك مبيد سيرتب هذا النسيج العنكبوتي) (٤).

وفي الرواية الإلحادية "مسافة في عقل رجل" يضيف علاء حامد إلى إنكاره وجود الملائكة الأسلوب الهزلي للسخرية باللَّه -جلَّ وعلا- وملائكته، فيقول: (الحاكم يملك الأرض ومن عليها، ويقابله اللَّه ملك


(١) المصدر السابق: ص ١٩.
(٢) المصدر السابق: ص ٢٠.
(٣) المصدر السابق: ص ٣١.
(٤) المصدر السابق: ص ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>