للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إني ألقيت الحمل على الباب الأخضر

وشفيعاي الملكان المحبوبان) (١).

ويقول في وصف امرأة عشقها في فيينا في النمسا، ويصفها بعبارات جنسية واضحة، ويعترف بتعاطي الرذيلة معها، ثم يصفها قائلًا:

(يا جسمها الأبيض قل: أأنت خمرة؟

فقد نهلت من حواف مرمرك

سقايتي من المدام والحباب والزبد

يا جسمها الأبيض مثل خاطر الملائكة) (٢).

هكذا بلا حياء ولا خشية يصف جسد هذه النمساوية بهذا الوصف، ويلحق أوصاف الملائكة الأبرار بالكافرات العاهرات، وهذه نهاية الاستخفاف والإهانة.

وأردى من هذا وأخبث أن يأتي ناقد يمسح سوأة هذه القصيدة المترعة بالعبارات الداعرة فيقول: (هذه القصيدة نظيفة من الناحية الأخلاقية) (٣).

ثم يقول الناقد نفسه: (وتجربة الشاعر قد بدأت بالنشوة الجسدية لكنها لم تقف عليها، بل ترقرقت منها إلى نشوة روحية قوية، والشاعر لا ينكر الجانب الجسدي من تجربته بل يقر بها إقرارًا أمينًا) (٤).

فهل هذا الذي يقول هذا الكلام عاقل، أو أنه يستخف بعقول القراء؟ أو أنه أضحى يزن الأمور بموازين الغربيين الذي يسمون الزنا "حبًا" والدعارة "علاقة جسدية"؟ وإلّا كيف تكون القصيدة نظيفة أخلاقيًا والشاعر يعترف فيها بالزنى صراحة، والناقد يقول بأن الشاعر لا ينكر الجانب الجسدي في


(١) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ١٢٦ - ١٢٧.
(٢) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ١٢٤.
(٣) و (٤) قضية الشعر الجديد لمحمد النويهي: ص ١٥٠، ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>