للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعبارات العقلانية والعلمية والأدبية والنقدية، وغير ذلك من وسائل ترويج هذه الأدوات الإنسانية المربوطة بخيوط ظاهرة أو خفية بأوروبا.

ولو كانوا صادقين في مزاعمهم أنهم أحرار مفكرون لما كانوا في حضيض التقليد والمحاكاة يعمهون، إذ التقليد والاحتذاء يسقط الثقة ممن يدعي حرية الفكر؛ لأن الحرية لا تأتي بتقليد الآخرين والنسخ على منوالهم، فهذه عبودية وتبعية؛ لأن المقلد نزع نفسه من بنيان أمته وحضارتها وتاريخها وثوابتها تحت دعوى التحرر، ثم غرس نفسه في وحول الأمم الأخرى المعادية لأمته تاريخًا وواقعًا، وجرى في مجراهم يكرر ما يقولون ويترجم ما يكتبون، ويحارب أمته وقومه ليكسب رضى الأسياد ومدحهم، فأية حرية في هذا؟!.

لقد توارد الحداثيون على النيل من نصوص الوحي، وبرزت مواهبهم في كسب اعتراف الغرب بهم، ومن هؤلاء محمد أحمد خلف اللَّه (١)، الذي أعد رسالة للدكتوراه -أيام كان في كلية الآداب- بعنوان "الفن القصصي في القرآن" أشرف عليها أمين الخولي (٢)، الذي شاركه الفكرة ودافع عنه فيها.


(١) محمد أحمد خلف اللَّه، مصري شيوعي، عضو مؤسس، وأمين للحزب الشيوعي المصري المسمى حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، حارب القرآن تحت شعار الفن القصصي، وقال بأن القصص في القرآن ليس حقيقة، بل أساطير، وشكك في ثبوت القرآن وصحته، وفي ثبوت السنة، أفتى علماء الأزهر وغيرهم ببراءته من الإسلام. انظر: كتاب هجمات علمانية جديدة لكامل سعفان: ص ١١ - ٥٠.
(٢) أمين الخولي، كاتب مصري، ولد عام ١٣١٢ هـ/ ١٨٩٥، وتوفي عام ١٣٨٥ هـ/ ١٩٦٦ م تخرج من مدرسة القضاء الشرعي ودرس فيها، ونقل إلى كلية الآداب مدرسًا فأستاذًا ثم شغل منصب مدير عام الثقافة في وزارة التعليم في مصر، كون جماعة "الأمناء"، وأصدر مجلة الأديب سنة ١٣٧٥ هـ/ ١٩٥٦ م، وهو الذي علم محمد خلف اللَّه الجرأة على القرآن، تزوج بتلميذته عائشة بنت الشاطئ بعد قصة حب طويلة وبه تأثرت، تزعم الدفاع عن طه حسين، الذي كان مشرفًا على عائشة بنت الشاطئ في الدكتوراه، ابتعث إلى أوربا وبرلين، ورد على الذين انتقدوا طه حسين ومحمد خلف اللَّه، وأفتى علماء الأزهر بكفرهما، ووقع الفتوى جميع شيوخ الكليات =

<<  <  ج: ص:  >  >>