للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن قصة موسى في سورة الكهف لم تعتمد على أصل من واقع الحياة، بل ابتدعت على غير أساس من التاريخ.

وأن القرآن عمد إلى بعض التاريخ الشعبي للعرب وأهل الكتاب ونشره نشرًا يدعم غرضه كقصة ذي القرنين.

وأن قصة إبليس من نوع الخلق الفني الذي يتشبث فيه القرآن بالواقع.

وأن القرآن اختلق صور الجن والملائكة.

وأن القصص في القرآن متدرج كما يتدرج أدب كل أديب، فالأديب يلتمس المتعة واللذة في كل أمر فني يعرض له، وكذلك القرآن، ومن مظاهر ذلك النسخ والتدرج في التشريع (١).

وهذه الأقوال كما يرى من له أدنى إلمام بالإسلام تناقض تمام المناقضة عصمة القرآن العظيم، بل قضية واحدة منها تكفي للحكم على قائلها بالردة والكفر (٢)، كما قال تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (٣).

وَوَسْمه قصص القرآن بالأساطير هو عين قول الكافرين الأولين: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥)} (٤).


(١) هذا ملخص تقدم به أحمد أمين أحد أعضاء المناقشة لهذه الرسالة ورأى أن هذه مسائل خطيرة ورسالة خطيرة. انظر: هجمة علمانية جديدة: ص ١٨ - ٢٠، ولخلف اللَّه أقوال أخرى مشابهة لما ذكر. انظر: موسوعة الحضارة العربية الإسلامية - الجزء الثاني: ص ١٣٣ - ١٨٤.
(٢) وقد أثنى محمد أركون على كتاب خلف اللَّه هذا بأنه قد امتلك الجرأة وانتقد حرصه على مراعاة الموقف الإسلامي الإيماني، وزعم أنه قدم تنازلات مهمة تجاه عقيدة الإعجاز، فتأمل منحدرات الضلال إلى أين تصل بأصحابها. انظر: كتاب الفكر الإسلامي قراءة علمية لمحمد أركون: ص ٢٠٢ - ٢٠٣.
وأثنى نصر أبو زيد على أمين الخولي في كتابه مفهوم النص: ص ١٠، ١٩.
(٣) الآيتان ٦٥، ٦٦ من سورة التوبة.
(٤) الآية ٥ من سورة الفرقان.

<<  <  ج: ص:  >  >>