للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقرأه (١) اليوم هو ضد الطبيعة وضد نفسه وضد النظام الشعري) (٢).

ويتحدث سامي مهدي (٣) في كتابه أفق الحداثة عن الصراع بين عصابة شعر وأضدادهم من الحداثيين حول الشعر الحر وقصيدة النثر، ثم يقول: (لكل ما تقدم انجلى الصراع عن النتائج التالية:

١ - لم يجد الشعر الحر مريدين له أو مروجين، ولعله لم يستهو أحدًا من الشباب سوى "رياض نجيب الريس (٤) " الذي أصدر مجموعة يقتفي فيها أثر توفيق صايغ. . .

٢ - وجدت قصيدة النثر أرضًا خصبة لها في صفوف قطاع من الناشئين في لبنان، هم أولئك الذين تعلموا اللغة الفرنسية، ووجدوا في أطروحات مجلة شعر ما يبرر لهم الانقطاع النفسي عن التراث العربي، والانصراف عن دراسته والبحث فيه، وما يزهدهم في علم العروض ويشجعهم على إهماله كاملًا، ونبذ الوزن والاستخفاف بقيمته، واعتبار كل ذلك أمورًا لا غنى فيها ولا أهمية لها.

٣ - أمّا في باقي أقطار الوطن العربي لم تجد قصيدة النثر إلّا عددًا ضئيلًا من المريدين. . .) (٥).

(وهكذا استنفذت قصيدة النثر نفسها بعد سنتين أو ثلاث من استيرادها، وانتهى الشعراء الذين اتخذوها شكلًا وحيدًا للتعبير الشعري إلى


(١) هكذا، والصواب: (نقرؤه).
(٢) المصدر السابق: ص ٢٣٨ - ٢٣٩.
(٣) سامي مهدي ناقد عراقي حداثي، له كتاب أفق الحداثة وحداثة النمط، فضح فيه حداثة مجلة شعر، ولكن من وجهة نظر قومية وحداثية أخرى.
(٤) رياض نجيب الريس حداثي شامي، من أتباع يوسف الخال، وحركة شعر، أنشأ مجلة الناقد في لندن ودارًا سماها رياض الريس للكتاب والنشر، وراح يجمع من خلالهما فلول مجلة شعر، ويستكتب الملاحدة والحاقدين على الإسلام، وخصص جائزة بعنوان جائزة يوسف الخال للشعر.
(٥) أفق الحداثة وحداثة النمط: ص ٣١ - ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>