للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول:

(فإذا ما بسملت شاحنة بالحزن والبارود

سجلت على حاشية القرآن

اسما، شاحنات للذين استضعفوا

أهدافها شتى) (١).

ومن هذا القبيل في الاستهانة قول أمل دنقل في مدح أو رثاء أحد رفاقه:

(وكأن وجهه النبيل مصحفًا

عليه يقسم الجياع) (٢).

ويضمن بعض الآيات القرآنية على النهج ذاته فيقول:

(اركضي أو قفي الآن أيتها الخيل:

لست المغيرات صبحًا

ولا العاديات -كما قيل- ضبحًا) (٣).

ويتضح مقدار الاستهانة بالقرآن وقائله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- في إضافة عبارة "كما قيل" الموحية بالضعف والشك.

أمّا نزار قباني فإنه قد خطا في ميدان التسفه على القرآن والوحي خطوات واسعة، في كلامه النثري والشعري، وقد سبق نقل وصفه لقصيدة النثر بأنها مثل القرآن، ومن كلامه المملوء بالانحراف إلى أقصى درجة يمكن أن يصل إليها ضال أو ملحد، قوله: (إنني على الورق، امتلك حرية إله، وأتصرف كإله، وهذا الإله نفسه هو الذي يخرج بعد ذلك إلى الناس ليقرأ ما كتب، ويتلذذ باصطدام حروفه بهم، إن الكتب المقدسة جميعًا


(١) المصدر السابق: ص ١٢٩.
(٢) الأعمال الشعرية الكاملة لأمل دنقل: ص ١٧١.
(٣) المصدر السابق: ص ٣٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>