للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليست سوى تعبير عن هذه الرغبة الإلهية في التواصل، وإلّا حكم اللَّه على نفسه بالعزلة، ولعل تجربة اللَّه في ميدان النشر والإعلام وحرصه على توصيل كلامه المكتوب إلى البشر، هي من أطرف التجارب التي تعلمنا أن القصيدة التي لا تخرج للناس هي سمكة ميتة أو زهرة من حجر) (١).

ليس بإمكان زنديق في الماضي أو الحاضر أن يتفوه عن اللَّه تعالى وعن كتبه المطهرة بأكثر مما تفوه به نزار قباني في هذا النص.

أمّا أمثلة الانحراف في شعره فكثيرة منها قوله:

(وكتبت شعرًا لا يشابه سحره إلا كلام اللَّه في التوراة) (٢)

وقوله عن الحب:

(يمد عباءته تحت رأسي ويقرأ لي ما تيسر من سورة الصابرين) (٣).

ويصر الحداثيون على أن الكتب السماوية المنزلة من "تأليف اللَّه" وهي عبارة مقصودة تدل على غاية الاستهانة باللَّه وبكتبه، وذلك حين يصفون اللَّه بأنه مؤلف -تعالى وتقدس- ويجعلون الكتب مؤلفات، أي: مجموعة من أماكن شتى، ومن مصادر عدة كما يفعل البشر في الكتب التي يؤلفونها، ونزار قباني يصف الكتاب بهذا الوصف، ويستخف بها وبمنزلها -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وذلك في قوله:

(حين وزع اللَّه النساء على الرجال

وأعطاني إياك، شعرت

إنه انحاز بصورة مكشوفة إلي

وخالف كل الكتب السماوية التي ألفها) (٤).


(١) أسئلة الشعر: ص ١٧٨.
(٢) الأعمال الشعرية الكاملة ١/ ٤٦٥.
(٣) المصدر السابق ٢/ ١٧٤.
(٤) المصدر السابق ٢/ ٤٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>