للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالقردة ثم أنواع أرقى تتجلى في الإنسان، وأن كل ذلك يتم بفعل الطبيعة العشواء بدون قاعدة ولا منطق ولا نظام، ويقول بأن الطبيعة تخلق كل شيء ولا حد لقدرتها على الخلق.

أدت هذه النظرية إلى انتشار الإلحاد بصورة أكبر في أوروبا، وتخلت جموع كثيرة بسببها عن الإيمان بوجود اللَّه تخليًا تامًا أو شبه تام، وترتب عليها أنه لا فائدة ولا جدوى من البحث في الغاية من وجود الإنسان، فأدى ذلك إلى إهمال العلوم الغربية لفكرة "الغائية" باعتبارها لا تقع في دائرة البحث العلمي، وأدى ذلك إلى طغيان الفوضى الاعتقادية والأخلاقية؛ لكون النظرية توحي بحيوانية الإنسان، وكانت هذه النظرية ممهدة لنظرية فرويد في التحليل النفسي، ولنظرية سارتر في الوجودية، وماركس في المادية الجدلية، ولنظرية التطور المطلق في كل شيء تطورًا لا غاية له ولا حدود، وسادت فلسفة أن كل عقيدة أو نظام أو سلوك هو أفضل وأكمل من غيره ما دام تاليًا له في الوجود الزمني، وأنه ليس ثمة كمال ثابت (١)، كل ذلك في إطار عقيدة الإلحاد القائلة بأنه لا حكمة لوجود الخلق، ولا إله (٢).

٨ - كارل ماركس (١٢٣٣ - ١٣٠٠ هـ/ ١٨١٨ - ١٨٨٣ م): مؤسس الشيوعية وفيلسوف الإلحاد المسمى بالمادية الجدلية والداعي إلى الاشتراكية العلمية، والشيوعية مذهب اقتصاديّ سياسيّ، يعتمد على أساس من الإلحاد المسمى بالديالكتيك والمادية، التاريخية الاجتماعية.

وأصل كل ذلك إنكار وجود رب خالق مدبر لهذا الكون، واعتقاد أن


(١) أصبحت هذه الفكرة أساسًا من أساسيات الحداثة كما سوف يأتي بيانه -إن شاء اللَّه تعالى-.
(٢) انظر عن داروين والداروينية: الموسوعة الفلسفية للحفني: ص ١٧٧ - ١٧٨، والموسوعة الفلسفية لأكادميين سوفييت: ص ١٩٢ وفيه عن الداروينية الجديدة: ص ١٩٣، والداروينية الاجتماعية: ص ١٩٣، والموسوعة الميسرة: ص ٢١١ - ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>