للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكيف تخفى أحوال الرسول الذي يجيء بالعلوم الباهرة والأخبار الخافية، ويقوم بالأعمال الظاهرة للعيان (١)؟.

٥ - أن الرسل عليهم السلام أخبروا الأمم بما سيكون من انتصارهم وخذلان أعدائهم، ثم وقع ذلك حقيقة فنصر اللَّه رسله وأهلك عدوهم كما حصل لفرعون وقوم نوح وقوم صالح (٢) وغيرهم وهذا من دلائل نبوتهم؛ لأنه لا يُمكن أن يتفق ذلك لأحد من البشر مهما كان ذكاؤه، ومهما كانت معارفه.

٦ - أن من عرف ما جاءت به الرسل من الشرائع وتفاصيل أحوالها تبين له أنهم أعلم الخلق، وأنه لا يحصل مثل ذلك من كذاب جاهل، وأن الذي جاؤوا به هو عين المصلحة والرحمة والهدى والخير، وفيه من دلالة الخلق على ما ينفعهم ومنع ما يضرهم؛ ما يبين أنه لا يصدر إلّا عن راحم برٍّ صادق يقصد غاية الخير والمنفعة للخلق (٣).

٧ - إضافة إلى كل ما سبق من الدلائل والآيات الدالة على صدق الرسل عليهم الصلاة والسلام، فقد أعطاهم اللَّه من المعجزات الباهرات ما يظهر صدقهم ويوضح تأييد اللَّه لهم، ويلجم عدوهم، كعصا موسى عليه السلام ويده البيضاء، وصنيع عيسى عليه السلام في إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى، وكتحول النار العظيمة المحرقة إلى برد وسلام على إبراهيم -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومثل ناقة صالح، ومثل الإسراء والمعراج للنبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ونبع الماء من أصابعه وتكثير الطعام، وأعظم من ذلك المعجزة الخالدة: القرآن العظيم الذي تحدى اللَّه به فصحاء العرب، وتحدى كل المخلوقات في القدرة على محوه أو إزالته أو تحريفه.

الرابع: مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة في الرسل عليهم الصلاة والسلام:


(١) انظر: المصدر السابق: ص ١٠٢.
(٢) انظر: المصدر السابق: ص ١٠٨.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>