للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختلفت أسبابه، ويكون بالتكليم من اللَّه تعالى، ويكون بالإلقاء في روع النبي الموحي إليه، ويكون بالرؤيا يراها، ويكون بواسطة الملك.

٨ - والرسل عليهم الصلاة والسلام بشر من البشر، يأكلون ويتزوجون وينامون ويمرضون أمراضًا لا تستبشع ولا تخل بالعقل، وقد يتعرضون للابتلاء كالسجن والمطاردة والقتل وهم أشد الناس بلاء.

٩ - الرسل ليس فيهم شيء من خصائص الربوبية أو الألوهية، وليسوا ملائكة بل بشرًا من أكمل البشر خلقًا وخلقًا، وخير أقوامهم نسبًا وحسبًا، وأصحاب عقول راجحة وذكاء وفصاحة.

١٠ - الرسل أكثر الناس تحقيقًا للعبودية للَّه تعالى وأعظمهم طاعة له.

١١ - ولم يكن الرسل إلّا رجالًا، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ} (١) فلم يبعث اللَّه رسولًا من النساء.

وكانت الرسالة في الرجال دون النساء؛ لأن الرسالة تقتضي الاشتهار بالدعوة ومخاطبة الناس ومقابلتهم والتنقل في الأرض، ومواجهة المكذبين ومحاججتهم ومخاصمتهم، والجهاد في سبيل اللَّه وكل هذا من أعمال الرجال دون النساء.

والرسالة تقتضي قوامة الرسول على من يتبعه، ولو كانت الموكلة بذلك المرأة لم يتم لها ذلك على الوجه الأكمل ولا استنكف الرجال أن يكونوا تبعًا لها إضافة إلى ما في الذكورة من كمال وقوة وقدرة، وما في الأنوثة في من ضعف ولين، وما يطرأ على المرأة من حيض ونفاس وحضانة ولد وحقوق زوج، وهذه كلها مانعة من القيام بأعباء الرسالة وتكاليفها.

١٢ - ومع كون الرسل عليهم الصلاة والسلام بشرًا إلّا أنهم تفردوا عن البشر بأمور منها: الوحي، والعصمة، وتنام أعينهم ولا تنام قلوبهم،


(١) الآية ٧ من سورة الأنبياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>