للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويخيرون عند الموت بين الدنيا والآخرة، ويقبرون حيث يموتون، ولا تأكل الأرض أجسادهم، وأحياء في قبورهم.

١٣ - عصمة الرسل حق يجب الإيمان به، ويراد بالعصمة ما يلي:

أ- الرسل معصومون في تحمل الرسالة فلا ينسون شيئًا مما أوحاه اللَّه إليهم إلّا شيئًا قد نسخ.

ب - الرسل معصومون في التبليغ فلا يكتمون شيئًا مما أوحاه اللَّه إليهم؛ لأن الكتمان خيانة وهم منزهون عنها.

جـ - الأمور البشرية الجبلية قد تقع من الأنبياء وهي لا تنافي العصمة، فإبراهيم أوجس في نفسه خيفة، وموسى لم يصبر على تصرفات الخضر الغريبة رغم تذكير الخضر له بالصبر الذي قطعه على نفسه، وغضب موسى غضبًا شديدًا وأخذ برأس أخيه ولحيته وألقى الألواح عندما وجد قومه يعبدون العجل، وعهد اللَّه إلى آدم فنسي ونسيت ذريته، وجحد فجحدت ذريته، ونسي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في صلاة الظهر فصلى ركعتين ثم لما ذكر بذلك أتم ما بقي وسجد للسهو، ثم قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني" (١)، ونسيانه عليه الصلاة والسلام في غير البلاغ في غير أمور التشريع.

وقد يجتهد الرسل في أمور تعرض لهم ويحكمون وفق ما يبدو لهم فهم لا يعلمون الغيب، وقد يخطئون في إصابة الحق، ومن ذلك عدم إصابة نبي اللَّه داود في الحكم وإصابة ابنه سليمان في تلك المسألة، ويقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأحسب أنه صادق، فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم فإنّما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها" (٢).


(١) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب: التوجه نحو القبلة حيث كان، ١/ ١٥٦، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: السهو في الصلاة ١/ ٤٠٠.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الشهادات، باب: من أقام البينة بعد اليمين ٢/ ٩٥٢، =

<<  <  ج: ص:  >  >>