للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوحيد (١)، انتشرت فلسفة سبنسر في أمريكا وتأثر بها بعض الشرقيين (٢).

١٣ - برتراند راسل (١٢٨٩ - ١٣٨٩ هـ/ ١٨٧٣ - ١٩٧٥ م): رياضيّ وفيلسوف إنجليزيّ ملحد، أشهر فلاسفة فترة ما بين الحربين العالميتين، كتب كثيرًا في الفلسفة وفروعها المتعددة، يعتبر رائدًا للحداثيين والمثقفين التقدميين الملاحدة في أوروبا والغرب وأتباعهم.

شديد الغلو في إلحاده الذي بثه في مؤلفاته الفلسفية والأدبية والتي نال عليها جائزة نوبل للاداب عام ١٣٦٩ هـ/ ١٩٥٠ م، أثرت مؤلفاته المبسطة والمتعمقة على الناس في أوروبا وأمريكا وصبغت الفكر الأوروبي والأمريكي المعاصر بصبغة ما زالت ملازمة لها.

تدور فلسفته على الإلحاد أولًا والمذهب الوضعي وفلسفة الشك المسيطر على جوانب فكره، ويظهر التناقض والعجز الفلسفي في مؤلفاته، ينادي بالمنطق الرياضي وتطبيقه فلسفيًا، ويتبنى مبدأ التغير المستمر، ويزعم أنه من المستحيل إدراك الواقع خارج نطاق مناهج علوم الطبيعة ثم شكك في ذلك، آراؤه في علم النفس مغرقة في المادية باعترافه، وذهب إلى اعتبار الإنسان جزءًا لا قيمة له بين أجزاء الطبيعة وأن عقله خاضع للقوانين الطبيعية، نفى وجود اللَّه والبعث بعد الموت والخلود، وصب هجومه على الدين بشتائم مليئة بالحقد والكراهية، وزعم أنه لا فائدة من النظريات الأخلاقية، وقال بنسبية آداب السلوك (٣)، وأرجع النشاط الإنسانيّ إلى الغريزة والعقل والروح، ودعا إلى نظام اشتراكي تحرريّ إنسانيّ، وأسس مع سارتر الملحد الوجوديّ الفرنسي مؤسسة راسل للسلام ضد الحرب والسلاح النوويّ.


(١) انظر عن سبنسر: الموسوعة الفلسفية للحفني: ص ٢٣٦ - ٢٣٧، ومعجم الفلاسفة: ص ٣٢٧ - ٣٢٩، والموسوعة الفلسفية لأكادميين سوفييت: ص ٢٤١ - ٢٤٢، وموسوعة أعلام الفلسفة ١/ ٥٤٥، وكواشف زيوف: ص ٤٥٠ - ٤٥٣.
(٢) ممن تأثر بها جلال صادق العظم الذي يحاول أن يؤكد الإلحاد في كتابه "نقد الفكر الدينيّ"، وقد رد عليه الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني في "صراع مع الملاحدة حتى العظم". انظر: كواشف زيوف للميداني: ص ٤٥١.
(٣) النسبية في الأخلاق أساس حداثيّ شهير سيأتي بيانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>