للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجدان (١) الناس: (وهو حريص على أن يؤكد في حوار آخر على عروبة التراث وليس إسلاميته، ويستطيع الدارس أن يؤكد بيقين كامل أن أمل كان مخلصًا في شعره لهذا الفهم الأخير للتراث كتراث شامل لحضارة المنطقة) (٢).

ثم يشرح هذا المؤلف بمنظور حداثي مكذب هذا الأخذ والاعتماد على التراث، قائلًا: (وقصة طوفان نوح هي قصة أسطورية وردت في التوراة والقرآن وفي أساطير شعوب أخرى. . .، ويذهب بعض العلماء إلى محاولة تأكيد أن الطوفان قد حدث بالفعل نتيجة لتحولات جيولوجية محددة في نهاية العصر الجليدي الأخير) (٣).

فالناقد الحداثي هنا أسوأ وأشد انحرافًا من الشاعر، وكلاهما يجتمعان في الإطار الإلحادي الذي ذكرته في مطلع هذا الفصل.

ثم يورد الناقد نصًا من التوراة وآيات من القرآن ليرى مدى أخذ أمل دنقل منهما، وفي أثناء ذلك يصف نص التوراة بأنه نص أدبي سردي: (بينما يلائم النص القرآني بإيجازه وكثافته وشعريته النص الشعري، وثمة مجموعة من الأدلة النصية تشير إلى أن النص القرآني أقرب إلى الشعر من النص التوراتي. . .، في السطور الثلاثة الأول من النص القرآني وجدنا اثنتي عشرة تفعيلة "فعولن" بأشكالها المختلفة، وأربعة عشرة (٤) تفعيلة "فاعلن" بأشكالها المختلفة "فعلن، فعلن" دون أن تكون مرتبطة على الطريقة الشعرية، وإن كان بإمكاننا القول بأن الإيقاع فيها يعتمد على تفعيلتين متقاربتين وهو أمر كثير الحدوث في الشعر الحديث. . .، إن هذه العناصر بالتأكيد تشير على أن النص القرآني أكثر صلاحية للتعامل معه شعريًا من النص التوراتي) (٥).


(١) انظر: المصدر السابق: ص ١٤٢.
(٢) المصدر السابق: ص ١٤٣.
(٣) المصدر السابق: ص ١٤٣ - ١٤٤.
(٤) هكذا والصواب أربع عشرة.
(٥) المصدر السابق: ص ١٤٦ - ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>