للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعد من اللَّه وتحت المطر

والوحل، نحيا ويموت البشر

رحنا مع الموج، وكان الفضاء

حبلًا من الموتى ربطنا به

أعمارنا وكان بين السماء

وبيننا نافذة للدعاء:

"يارب لِمْ خلصتنا وحدنا؟ ") (١).

ثم يواصل على هذا النحو مصورًا نفسه أنه هو نوح، وأن اللَّه يخاطبه، وأنه يرفض طلب اللَّه، في صورة من التمرد تذكر بتلك التي قالها أمل دنقل في قصيدته عن ابن نوح (٢)، وفي هذا الصدد يقول أدونيس معبرًا عن رفضه للدين والرسالة والوحي وكل ما يجيء عن اللَّه:

(عدنا من التيه، خرجنا من الكهف

وغيرنا سماء السنين

وأننا نبحر لا ننثني رعبًا

ولا نصغي لقول الإله. . .

نمضي ولا نصغي لذاك الإله

تقنا إلى رب جديد سواه) (٣).

وهذا اعتراف يؤكد بيقين أن الملاحدة، وإن زعموا التحرر من العبوديات إلّا أنهم لا ينفكون خاضعين لعبودية آلهة أخرى غير اللَّه تعالى،


(١) المصدر السابق ١/ ٤١٨.
(٢) وهذا دليل على الحداثيين يحاكون ويقلدون بعضهم، رغم دعاواهم الدائمة أنهم ضد المحاكاة والتقليد.
(٣) المصدر السابق ١/ ٤٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>