للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل مارس ذلك عمليًا في ما يطلق عليه "الشعر الحداثي" حيث لا شعر ولا إبداع، بل مجرد كلمات مرصوفة بعبثية تثير الغثاء وتدل على فساد الذوق وانحدار الشعر عند هؤلاء.

ففي مقطوعة هجائية لتاريخ المسلمين بعنوان "مرثية القرن الأول" يتحدث فيها عن أمنياته في زوال الإسلام وقرون الهجرة الشريفة والنبوة والوحي والدين، فيقول في رمزية بائسة بؤس الإلحاد والزندقة:

(مات عيد المطر

في وجوه الشعراء

فبدلناه بعيد الحجر

أنا والرفض ووجه الكلمة

وتركنا

للنواقيس على أهدابنا

لسماء العروة المنفصمة. . .

ذاهل تحت شاشة النبؤة مأخوذ بالرمل - يا رجل! قل

لنا آية تأتي

التاريخ يهبط المنحدر في حوار مع النمل، راحلًا على غباره.

مليئًا بالمخاط الحلزوني مليئًا بالأصداف. . .) (١).

وفي مقطوعة أخرى بعنوان "نوح الجديد" يذكر علائم التخلف مقرونة برموز تدل على الدين والوحي والرسالة، فيقول:

(رحنا مع الفلك مجاديفنا


(١) الأعمال الشعرية لأدونيس ١/ ٢٢٧ - ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>