للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حشد فيها ما يستطيع من مفاخرات ومنافرات على الطريقة الحداثية، مستجلبًا بذلك عقول الأغرار الذين ينتقدون مفاخرات شعراء العرب القدامى، ولكنهم بعجزهم وقصور أذهانهم يقبلون بمفاخرات أدونيس، حتى التي يصور فيها أنه الكل في الكل في هذا الدرب الحداثي، وأن غيره مجرد اتباع طيعين وتلامذة مستعصين محاكين.

ولا أدل على ذلك من مقطوعته التي سماها "هذا هو اسمي" (١) التي حام فيها حول اسمه "علي أحمد سعيد" حومان الذباب بطنينه ورنينه حول مرتعه.

حتى لقد أزعجت هذه الظاهرة بعض الحداثيين فقال: (يفصح هذا التفكك الأدونيسي عن نفسه عبر فراع جواني ومسرحية لفظية لم تعد لتقدر أن تتستر عليها لغة. . .) (٢).

ويشرح هذا الناقد الخطوط والنقاط التي يتفكك فيها شعر أدونيس فيقول: (هو أولًا شعر مكرس منذ بداياته منذ "قصائد أولى" و"أوراق في الريح" و"مهيار" بخاصة، لانتظار البطل، بطل رومانسي مخلص، مأمول تمنح له جميع الصفحات، فهو كل شيء، وبالنتيجة لا شيء. . .

وهو ثانيًا، شعر قائم على السرانية "من السر" سرانية تظل مع ذلك لفظية. . . سرانية أو إخفائية، تبلغ في بعض القصائد حدود الكاريكاتورية: "أشرد في مغاور الكبير/ اعانق الأسرار/ في غيمة البخور في أظافر العفريت".

وهو ثالثًا، شعر الأنا المفخمة، المنتفخة، المتمركزة،. . . هذه الأنا المضخمة، التي ستكشف شيئًا فشيئًا عن فراغيتها تسود عمل أدونيس كله، تبدأ في "مهيار" بمعمومية كونية: "أول النهار أنا وآخر من يأتي، أضع وجهي على فوهة البرق وأقول للهم أن يكون خبزي" وتتصاعد، خصوصًا


(١) أدونيس منتحلًا لكاظم جهاد ص ١٢.
(٢) المصدر السابق: ص ١٣ - ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>