للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكم انتصارات ولي حلمٌ) (١).

وفي مقطع آخر يمجد فيه الرفض ويشيد بالتمرد على أشياء منها الأنبياء يقول:

(ستقول: لا، وتمزق الألفاظ والنهر البطيء، ستلعن الزمن الردئ. . .

تأتي إلى مدن وتذهب. سوف تعطي الظل أسماء

القرى، وتحذر الفقراء من لغة الصدى والأنبياء

وسوف تذهب. . سوف تذهب، والقصيدة

خلف هذا البحر والماضي، ستشرح هاجسًا فيجيء

حراس الفراغ العاجزون الساقطون من البلاغة والطبول) (٢).

فهو يرمز هنا لتمزيق الألفاظ بنزيف اللغة، والنهر البطيء علامة تخلف وإشارة إلى دين وعقائد وأعراف قامت على اللغة العربية، ثم لابد أن يصحب هذا الرفض والتمزيق والتمرد تحذير من اللغة الرجعية وما تحويه من مبادئ وقيم ودين وقضايا وحضارة، وتحذير من الأنبياء؛ لأنهم عنده سبب للتخلف والنهر البطيء والصدى والزمن الردئ، ثم يعقب ذلك بالدعوة إلى الرحيل إلى البحر وخلف البحر وهو رمز للتقدم الذي هو الغرب كما هو مكرر بكثرة عند الحداثيين.

وعلى هذا النحو يسير معين بسيسو معبرًا بألفاظ أخرى قائلًا:

(للذي بعدي السموات امرأه

وأنا لي الأنبياء

آه ما أحلى السماء

حينما يطرد منها الأنبياء


(١) المصدر السابق: ص ٥٦٧.
(٢) المصدر السابق: ص ٦٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>