للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما تنقطع عن "حدو الإبل" الذي هو هنا كناية ذات دلالة ثقافية حضارية) (١).

وهو وصف استله باروت لهن كلمات لبعض أعضاء حركة شعر، التي حاولت أن ترسخ هذا المفهوم المنحرف، مع جملة أخرى من المفاهيم والعقائد المتسلسلة من أساتذة أنطون سعادة إلى أنطون نفسه إلى عصابة شعر إلى بقية الحداثيين في بلاد العرب.

وقد أقر باروت بهذا التأثير لأنطون سعادة، وبين أصل نظرته إلى ذاته ونفسه، ومقدار الوهم التقديسي الذي حاول أن يصبغ به شخصيته، أو حاول أتباعه صبغه به، ثم تتالى هذا الوهم عند أتباعه وخاصة أدونيس.

يقول باروت: (تنهض شخصية أنطون سعادة في وعي هذا الجيل، كخيط متوهج دام ما بين النبوة والبطولة، الكشف والفعل، وكان نفسه يرى أن ثمة قوة مقدسة بالمعنى النبوي تضعه في خط متصل منذ البعل الكنعاني إلى مارجرجس إلى الخضر، بل حاول أن يكرر الأسطورة نفسها، وأن يهز بمصيره مئات الذين اندفعوا خلفه، أراد أن يكون دفعة واحدة، النبي والبطل والمخلص والفادي، ووجد فيه أتباعه تكرارًا لأسطورة تُقارب يسوع، ودفعة بطولية لـ "النهضة" رأى فيه أدونيس مثلًا "جلجلة البعث". . . وكان سعادة يرى كلماته كوحي كما الأنبياء، ويلزم بها أتباعه كما هي علاقة النبي بجمهور المؤمنين) (٢).

ويستفاد من هذا القول ما يلي:

١ - أن إطلاق النبوة واسم النبي على زعماء العلمنة والكفر والحداثة من الأمور المعتادة عندهم، وهذا من ضلال عقولهم وتناقضاتهم الواضحة


(١) المصدر السابق: ص ١١٤.
(٢) المصدر السابق: ص ١١٨ - ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>