وقد مرَّ معنا في هذا الكتاب قضايا عديدة، اصطبغت عند هؤلاء بصباغ المذهب المادي بفروعه وأشكاله المتعددة، وأول ذلك وأعظمه وأشنعه جحدهم لوجود اللَّه تعالى ولألوهيته وربوبيته، وإيمانهم - حسب ما لقنهم معلموهم بالوثنيات والجاهليات القديمة.
ثم جحدهم لوجود الملائكة، وللوحي الكريم، وللرسل عليهم الصلاة والسلام.
وهنا في هذا الفصل سوف نرى تتابع هذه السلسلة المادية، المؤلهة للوثن والخرافة، والمكذبة للحق واليقين، تتابعها في هذا المضمار المادي الحسي الإلحادي، المتمثل في إنكار الغيبيات وجحد اليوم الآخر والتكذيب بالقدر.
وهي نتائج حتمية لتلك الأصول المادية التي قرروها، والقواعد الحسية البهيمية التي أصّلُوها، وهي كذلك صورة من صور الصراع بين الإسلام والكفر، والتوحيد والوثنية من عهد نوح إلى أن يرث اللَّه الأرض ومن عليها.