للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جدًا بحيث لا تكاد تمر على صحيفة من صحائف القرآن العظيم إلّا وتجد فيها كلامًا عن اليوم الآخر، وقد جاء ذكر وتفصيل أحوال هذا اليوم أكثر من أي أمر آخر من أمور الغيب.

ومن مظاهر ذلك كثرة الأسماء الوصفية لهذا اليوم العظيم، فمن أسمائه: يوم الدين، ويوم الحساب، والساعة، والقيامة، ويوم الفتح، ويوم الحشر، ويوم التلاق، ويوم الخلود، ويوم الجمع، ويوم التغابن، ويوم الخروج، ويوم التناد، والطامة، والصاخة، والحاقة، والغاشية، والواقعة، والآزفة، والقارعة، وغير ذلك من الأسماء.

ويتضمن الإيمان باليوم الآخر تفصيلًا عدة أمور، أظهرها:

الموت، ويسمى القيامة الصغرى، وحياة البرزخ، فكل من مات قامت قيامته، والموت حتم لازم، وله أجل محدد، ووقت معلوم لا يعلمه إلّا اللَّه وحده، وعند الموت تحضر الملائكة لقبض الروح، وللموت سكرات، يتمنى عندها المحتضر العودة للدنيا فإن كان كافرًا فلعله يسلم، وإن كان عاصيًا فلعله يتوب، ويفرح المؤمن بلقاء اللَّه ويشتاق للقائه بعكس الكافر والفاجر، وإذا نزعت الروح رفعت إلى السماء، ولها أحوال بحسب إيمانها وطاعتها وكفرها، ثم تعاد الروح إلى الميت في قبره، وهو أول منازل الآخرة، وفيه ظلمة وله ضمة لا ينجو منها أحد، وفيه فتنة وسؤال، وفيه عذاب ونعيم، يحصل على البدن والروح معًا.

والروح مخلوقة ليست أزلية، مبدعة من العدم، وهي التي تفارق الجسد حال الموت وتعاد إليه في القبر، وتبعث مع الجسد يوم القيامة وتنعم أو تتعذب معه في الجنة أو النار، وأرواح العباد في البرزخ متفاوتة في منازلها، فأرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تكون في خير المنازل وفي أعلى عليين ثم أرواح الشهداء، وهم عند ربهم يرزقون،

<<  <  ج: ص:  >  >>