للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعيدهم اللَّه إلى حياة جديدة أبدية لا موت فيها.

وأولى من يبعث وتنشق عنه الأرض هو نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويبعث اللَّه جميع الخلق أولهم وآخرهم ويحشرهم إليه جميعًا الإنس والجن والملائكة والبهائم، ويحشر الناس حفاة عراة غرلًا إلى أرض المحشر وهي بيضاء عفراء ليس فيها معلم لأحد.

وفي يوم القيامة من الأهوال والعظائم الشيء الكثير، فالأرض تزلزل وتدك، والجبال تنسف والبحار تفجر وتسجر، والسماء تنشق وتمور، والشمس تكور ويذهب نورها، والقمر يخسف والنجوم تنكدر ويذهب ضوؤها وينفرط عقدها، ويقبض اللَّه تعالى الأرض بيده ويطوى السموات بيمينه.

ويكون الكفار في ذلك اليوم في ذلة وهوان ويأس وحسرة، ووجوههم مسودة عليها غبرة ترهقها قترة، ينادون بالويل والثبور، ويتساءلون في فزع وخوف عمن أقامهم من رقدتهم.

وتدنو الشمس من رؤوس الخلائق ذلك اليوم حتى لا يكون بينها وبينهم إلّا مقدار ميل، وقد أخذهم العرق بحسب أعمالهم.

ويعذب اللَّه بعض من شاء من عصاة المؤمنين كالذي لا يؤدي الزكاة، والمتكبر، وأناس لا يكلمهم اللَّه ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم، وغير ذلك من أنواع العذاب.

وأناس من المؤمنين يظلهم اللَّه في ظله، ولا يفزعون حين يفزع الناس ولا يحزنون، وغير ذلك من أنواع النعيم.

وتأتي أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- لها سيماء خاص من بين الأمم، يأتون غرًا

<<  <  ج: ص:  >  >>