والجنة هي: الدار التي خلقها اللَّه لأوليائه وأهل طاعته، وهي نعيم كامل دائم، يدخلها المؤمنون زمرًا زمرًا معززين مكرمين تستقبلهم الملائكة بالبشرى، ويشفع نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- عند ربه في فتح باب الجنة فيشفعه اللَّه تعالى.
وبعد أن يجتاز المؤمنون الصراط يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار ويهذبون وينقون، ويقتص لبعضهم من بعض إذا كانت بينهم مظالم في الدنيا حتى يدخلون الجنة أطهارًا ليس لأحد عند الآخر مظلمة.
وأول من يدخل الجنة هو رسولنا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأول الأمم أمته، وأول من من يدخل من أمته أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه، وأول زمرة تدخل الجنة من هذه الأمة على صورة القمر ليلة البدر، وعددهم سبعون ألفًا أو سبعمائة ألف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، يدخلون الجنة بغير حساب، وقد أعطى اللَّه رسوله لكل واحدٍ من السبعين ألفًا سبعين ألفًا يدخلون معهم، والفقراء يسبقون الأغنياء في الدخول إلى الجنة بأربعين خريفًا.
ويخرج اللَّه عصاة الموحدين ممن شاء اللَّه تعذيبهم في النار، ويدخلهم الجنة بعد أن يأذن بالشفاعة فيهم، ويسمون عند أهل الجنة بالجهنميين.
وأول من دخل الجنة من الناس قبل يوم القيامة هو أبو البشر آدم عليه الصلاة والسلام ودخلها الشهداء وغيرهم مما ثبتت به النصوص.
والجنة خالدة وأهلها خالدون فيها، والجنة لا مثيل لها ولا لنعيمها نظير فيما يعلمه أهل الدنيا، ولها ثمانية أبواب ودرجات بعضها أرفع من بعض وأعلى درجة في الجنة هي الوسيلة فيها مقام نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وفي الجنة أنهار وعيون وقصور وخيام ورائحة تشم من مسيرة سبعين عامًا، وليس فيها ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر، بل نور يأتيهم من قبل العرش، وفيها أشجار وثمار كثيرة متنوعة، وفيها دواب وطيور وطعام وشراب وخمر وحُلَل وثياب فاخرة وفرش وخدم وأزواج وحور عين، والتسبيح والتكبير من نعيم أهل الجنة يلهمونه إلهامًا،