الموضع يفترق المنافقون عن المؤمنين، ويضرب بينهم بالسور ذي الباب، ولا يمر على الصراط إلّا المؤمنين دون غيرهم من الكفرة والمشركين والملحدين.
والورود على النار حق لا بد من وقوعه وهو على قسمين:
ورود الكفار إلى النار وهو الدخول.
وورود الموحدين أي مرورهم على الصراط على ما جاء وصفه سابقًا، وينتهي الكفار والمشركون والملحدون والمنافقون إلى النار التي خلقها اللَّه مأوىً أبديًا لهؤلاء، حيث يبقون فيها أبد الآبدين، وهي مخلوقة تبقى ولا تبيد، ويقوم بأمر العذاب فيها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون اللَّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وعدتهم تسعة عشر ملكًا، ولا يوجد نص صريح صحيح في تعيين مكان النار هل هي في الأرض أو في السماء.
والنار واسعة الأرجاء بعيدة القعر، ويدخلها أناس كثيرون ويضخم جسد الواحد منهم حتى يكون ضرسه في النار مثل جبل أحد، ومع ذلك يبقى فيها متسع وتقول: هل من مزيد، وهي -عياذًا باللَّه منها- دركات، متفاوتة في شدة حرها وعذابها والمنافقون في الدرك الأسفل منها، ولها سبعة أبواب، وعندما يرد الكفار تفتح أبوابها ثم تغلق عليهم فلا يخرجون منها أبدًا.
ووقودها الناس والحجارة والأصنام والآلهة الباطلة التي كانت تعبد من دون اللَّه تعالى، وأهل النار خالدون فيها ولا يخرج منها إلّا من شاء اللَّه إدخاله فيها من عصاة الموحدين، أمَّا الكفرة والمشركون فهم فيهما خالدون، وحكم كفرة الجن كالإنس.
ودلت النصوص على كثرة من يدخل النار وقلة من يدخل الجنة، وذلك لكثرة الذين كفروا وتمردوا على أمر اللَّه، وأكثر من يدخل النار من عصاة الموحدين النساء.
وفي النار طعام وشراب ولباس لأهلها، وهو الزقوم والحميم والغساق والقطران.