اللهم إني أسالك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل واعتقاد، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل واعتقاد.
هذا ما ثبتت به النصوص عن هذا الركن العظيم، فمن أنكر ذلك أو شك فيه فقد انحرف عن جادة الحق وتقحم في الجهل والضلال، وارتكس في الباطل.
هذه العقيدة القطعية الثابتة الصحيحة التي يعتقدها أهل الإسلام، نجد أن أتباع الحداثة قد كذبوها وخالفوها وأنكروها إمَّا بالكلية كما هو حال أكثرهم، وإمَّا في بعضها، والتكذيب ببعض كالتكذيب بالكل، وإمَّا بالشك والارتياب في حصولها، والشك تكذيب ومناقضة لليقين الواجب.
ونجد في منثور أقوالهم، وأصول عقائدهم "الحداثة" الجحد الصريح ونفي البعث، والسخرية بالنصوص الشرعية والعقائد اليقينية المتضمنة لإثبات اليوم الآخر وما وراءه.
وهم في هذا كله ينطلقون من أصولهم المادية الإلحادية، التي بنوا عليها أسس فكرتهم ومنطلق توجههم، ووجهة إبداعهم، فلم يتجاوزوا حدود أقوال الدهرية القدماء بل قالوا بقولهم في أبدية الدنيا والدهر، وكرروا مضامين عقائدهم، وبعضهم قال بتناسخ الأرواح، فهم -إذن- لم يتجاوزوا الأسس الإبليسية التي أضل بها من قبلهم، وإن توغلوا في ذلك ونوعوا العبارات، واستخدموا أساليب الأدب واللغة، ولغة الفن والصحافة والإعلام، وخادعوا بالادعاءات العلمية والمزاعم العقلية، وغير ذلك من الأساليب الحداثية المشهورة.
وإذا نظرنا إلى أقوال هؤلاء الجاحدين للبعث أو المشككين فيه فإننا نجدهم عدة أضرب:
الأول: الجاحدون الملحدون، فهؤلاء أنكروا وجود الخالق تعالى، وتبعوا أقوال الفلاسفة الدهريين الطبائعيين الماديين، ومن هؤلاء الشيوعيون والوجوديون.