للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤)} (١).

إن عقولهم المظلمة تظل دائمًا في حالة من الجهالة المتراكمة، التي لا تتوقف حتى تنضح بهذه الأقوال المستندة على مجرد جحد والريب والدعوى، في دائرة إلحادية أحاطوا أنفسهم وانطلقوا من خلالها مجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق، ومنافحين عن الجهل ليدافعوا به الدليل.

إن هذه الرثاثة الحداثية داء استولى على أذهان هؤلاء وتسلط على عقولهم، فنتج منها ما نتج من ضحالة ورجعية وتخلف جاهلي، إنه نمط امتدادي للكفر القديم والجاهلية السحيقة.

يعبر أحدهم عن سخطه على التعليم والتأليف في بلاد المسلمين الذي قام في مجمله على الإيمان باللَّه واليوم الآخر، فيقول:

(خدعتنا مقاعدنا المدرسية

لم تعد النار نارًا وتلك الجنان جنانًا

سوى في الكتب. . .). ثم يقول:

(سأدخل مع روحي الآن حربْ

وألقى بها في مهب الذنوب

المعدة للصالحين هناك. . .

سأحيا ذنوبي هنا كلها) (٢).

أمَّا أدونيس فإنه إضافة إلى تنظيراته الإلحادية السابقة أضاف جحده الصريح لليوم الآخر، كل ذلك في إبداعاته الحداثية الرثة المسماة شعرًا!!


(١) الآيات ٢١ - ٢٤ من سورة الأنعام.
(٢) مجلة الناقد، العدد ٨ فبراير ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ٣٥ من مقطوعة بعنوان قصيدتان للحداثي الفلسطيني إبراهيم نصر اللَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>