للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا تأملنا الخطاب الحداثي العلماني، والممارسات السلطوية العلمانية وجدناها تقوم على أبشع أنواع القمع والتسلط والإرهاب، وما احتكار الصحف العلمانية والمنابر الإعلامية الحداثية واحتجارها الكتابة والتعليق والتعقيبات على من لا يوافق معتقداتهم إلّا أحد الأدلة الكثيرة على التعصب العلماني.

أمَّا ممارسات القمع والتسلط والإرهاب الذي تقوم به الدول العلمانية ضد دعاة الإسلام وعلمائه فهي أشهر من أن تذكر، ونراها اليوم تتصاعد بشدة وعنف لم يسبق له مثيل، وتتزايد أدوات القمع تزايدًا يذكرنا -نحن معضر المسلمين- بمحاكم التفتيش، يضارع ذلك ويقويه الكتابات والندوات المؤيدة لهذا القمع، والمعاضدة لهذه الممارسات القبيحة، التي تسعى لاجتثاث الإسلام وأهله، في حملات أبشع وأشنع من الحملات الصليبية، ومع ذلك فإنهم يدعون الحرية والحوار والديموقراطية والتسامح!! وشاهدهم في كل ذلك ما في الزنازين والمعتقلات العلمانية وما في الكتب والمجلات الحداثية!!.

أمَّا حديثه عن الآخرة وعذاب القبر وجعلها أساسًا للتسلط الإرهابي والتخلف العقلي وتسميتها مخزونات مصاحبة للقيم الدينية، فهو دليل على عمق الانحراف الاعتقادي عند قائل هذا القول، والذي لا يتورع أن يقول بأن وصف الحداثة والحداثيين بالكفر تقوم على تخييل إرهابي (١).

فماذا يريد هؤلاء؟ يجحدون وجود اللَّه تعالى، أو يجحدون ألوهيته، أو حقه في العبادة والطاعة ومنها الحكم بما أنزل اللَّه، أو يشككون في المعاد والغيبيات ويجعلون الإيمان بها تخلفًا ومخزونًا للخوف والإرهاب، ثم يريدون بعد ذلك أن لا يوصفوا بما يستحقون!!.

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢١) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢)


(١) انظر: المصدر السابق: ص ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>