للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزرقاء

حتى يدركنا الليل الأبدي ونغفو في بطن الغبراء) (١).

ويشرح في كتابه "تجربتي الشعرية" قضية البعث في الأدب العراقي القديم، ويقصد به -حسب قوله-: "تموز إله الخضرة" ثم يتحدث عن عقائد قدماء المصريين، ويستطرد في وثنيات جاهلية مستمدًا منها الرموز الإحيائية والحداثية (٢)، بعيدًا عن أي إشارة للبعث في المفهوم الحق.

وهو اتجاه يجب الانتباه له، وعدم الاغترار بلفظ "البعث" الذي يطلقونه، فإنهم لا يريدون به سوى هذه المعاني الوثنية الكفرية.

أمَّا نازك الملائكة فإنها تعبر عن شكها في البعث بتقريرها أنه ليس هناك إلّا الفناء وأنه لا حياة خالدة بعد الموت، وذلك في قولها:

(قالوا الخلود:

ووجدته ظلًا تمطى في برود

فوق المدافن حيث تنكمش الحياة

ووجدته لفظًا على بعض الشفاه

غنته وهي تنوح ماضيها وتنزله اللحود

غنته وهي تموت. . . يا للإزدراء!

قالوا الخلود، ولم أجد إلّا الفناء) (٣).

أمَّا صلاح عبد الصبور فإنه يعبر عن عقيدته في هذه القضية العظيمة بقوله:

(وقيل لكم:


(١) ديوان البياتي ٢/ ٤١٥.
(٢) تجربتي الشعرية: ص ٥٤ - ٥٦.
(٣) ديوان نازك الملائكة ٢/ ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>