للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأن حياتكم جسر، وأن بقاءكم مسطور

خطى تخطى بميقات إلى دار ببابين

نطوف بها كومض شعاعة العين

وأن العاقل المبرور من يحيا بلا زاد

يجمع زاد راحلته

لأن وراء هذه الدار فيما قد رواه الناس

شطوطًا طاميات موجها ديجور

ولولا سيف نور شق ظلماها

وملاح على مركب

يقول لمن أحث الخطو في دهليزها

أركب!

ولولا ومض مصباح يلوح لمقلة الملاح

لضل الركب في التيه سنين مئين

أقول لكم بأن الزيف قد يقتات بالفطنة، وسقط القول قد يعلو بأجنحة من الترديد) (١).

فهو يناقش قضية المعاد والبعث بنفس الشاك المرتاب، وذلك حين يطرحها أول مرة على أساس أنها مجرد قول "قيل لكم" وأن حقيقة الدار الآخرة ليس سوى قولٍ "قد رواه الناس"، ثم ينتقل بعد هذا الشك الجاحد إلى إنكار صريح حين يطرح رأيه على أساس أن قضية البعث محض زيف ومجرد قول ساقط ارتفع بسبب ترديد الناس له من قديم.

وهكذا يوجز صلاح عقيدته النافية للبعث في هذا القول العظيم


(١) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ١٦٧ - ١٦٨ وله قول مرتاب في البعث في ص ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>