للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتلقى النفايات تلو النفايات دون كلل) (١).

أمّا نزار قباني الممتليء ببغض الشرق والعرب والمتخم بأنواع الضلالات؛ فإنه يجعل من التخلف الإيمان بما شرع اللَّه وبما أخبر به عن يوم القيامة، يقول:

(في ليالي الشرق لما

يبلغ البدر تمامة

يتعرى الشرق من كل كرامة

ونضال

فالملايين التي تركض من غير نعال

والتي تؤمن في أربع زوجات

وفي يوم القيامة. . .) (٢).

إلى أن قال في نهاية المقطع:

(شرقنا المجتر تاريخًا

وأحلامًا كسوله

وخرافات خوالي) (٣).

ويُمكن أن يقال لهذا اللاهث خلف زبالات أفكار وأخلاق البشر، إن لهاثه المستمر إثر الشهوات الحيوانية والعقائد المادية الجاهلية هي التي جعلت منه شخصًا يؤمن في مئات العشيقات والخدينات من العاهرات والسافرات، ويُمارس معهن أبشع الجرائم الخلقية، مفتخرًا بذلك معتزًا بحقاراته، وامتهاناته العديدة للمرأة، مقتنصًا أي لذة هابطة؛ لأنه يعتقد أن هذه الحياة الدنيا هي نهاية المطاف، وغاية الوجود، على مقتضى الخرافات


(١) الأعمال الشعرية الكاملة لأمل دنقل: ص ٣٨٠ - ٣٨١.
(٢) و (٣) الأعمال الشعرية لنزار قباني ١/ ٣٦٧ - ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>