للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (١٠٨) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٠٩)} (١).

وقد يعترض معترض على هذه الطريقة في الرد على هؤلاء، ويقول بأن الأولى أن يحاكم إلى العقل والمنطق المجرد؛ لأن الملحد لا يؤمن بالدليل!!.

وأقول بأن هذا القول وأشباهه كثير عند الحداثيين وهو لا يستحق المجادلة بالحجة والدليل العقلي والحسي؛ لكونه خلوًا من البراهين والأدلة، وهو في الوقت نفسه يطفح بالدعاوي والتكذيبات والشكوك المجردة، وهذه لا تستحق نقاشًا ولا جدالًا، ثم إن من مقاصد هذا الكتاب بيان أن عقيدة الحداثيين العرب غير عقيدة الإسلام، بل هي نقيض صريح لكل الإسلام، وما علاء حامد الذي رفع الحداثيون ألوية الدفاع إلّا صورة ملخصة لآرائهم وعقائدهم، ومن لم يقل منهم يمثل أقواله فلا شك أنه يدافع عنه تحت حجة حرية الرأي والفكر، وهذا ما لم يسلم منه أي حداثي في أي بلد، وكفى بذلك إثمًا وكفرًا مبينًا، {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} (٢).

ومن تلخيصات علاء حامد لعقائد الزمرة الحداثية قوله مفسرًا ظاهرة الحياة الموت: (الإنسان لا يموت بل يهدم، مثل الإنسان في هذا مثل أي صناعة تقوم على نظرية علمية، فالتلفزيون والثلاجة والمصباح الكهربائي والصاروخ كلها مخترعات تقوم على نظريات علمية. . . وما التطور الحادث في مجال المخترعات إلّا تعبيرًا عن التطور الحادث في النظرية الإنسانية، الفرق بين كلا النوعين أن تطور المخترعات من ورائه العقل البشري، أمَّا التطور الإنساني فبداخله مولد الطاقة، أي بداخله إمكانات وعوامل تطوره، فالإنسان كصناعة معقدة من اللحظة التي ينشأ فيها إلى اللحظة التي يتم فيها


(١) الآيات ١٠٤ - ١٠٩ من سورة النحل.
(٢) الآية ٢٢ من سورة المجادلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>